![]() |
![]() |
![]() |
#121 | |
Senior Member
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 382
|
![]() بسم الله الرحمن الرحيم الجزء الرابع عشر : اقتباس:
وحين اطمأنت مريم إلى أن الله سبحانه وتعالى سيرسل معها الدليل المادي الذي لا يحمل الشك على صدقها .. اطمأن قلبها .. وحملت ابنها وذهبت إلى قومها .. ويقول القرآن الكريم : " فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيّاً {27} يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّاً {28} ( سورة مريم ) . وهكذا نجد أن المواجهة التي توقعتها مريم قد حدثت .. وأن بني إسرائيل قد واجهوا مريم بالسوء قبل أن يسمعوا منها كلمة واحدة .. وهم كقوم ماديين عبدوا الأسباب .. لم ينتظروا حتى تتكلم مريم لتروي لهم ما حدث وهو المنطق الطبيعي في هذه الأشياء .. فقد كان من الممكن أن يسألوها عن هذا الطفل .. ربما ليس طفلها .. ربما وجدته في مكان يواجه خطراً فجاءت به .. وربما ماتت أمه وهي تلده فحملته مريم إلى قومها .. ولكن كل هذه الافتراضات التي تحتم الأخذ بحسن النية أولا لم ترد على خاطر بني إسرائيل .. بل افترضوا السوء من أول وهلة وأخذوا يعيرونها وأنها ارتكبت إثماً كبيراً ويذكرونها بطيب أصلها وصلاح أبويها وأخيها هارون .. وكيف أن هذا السلاح والتقوى كان يجب أن ينتقل إليها .. وأن تكون هي قدوة سلوكية حسنة .. واتهموا قبل أن يسألوا وقبل أن يعرفوا الحقيقة .. وفي هذا يبن لنا القرآن الكريم سوء أخلاقيات بني اسرائيل وإسراعهم إلى الظن بالسوء والافتراء في الاتهام .. وكيف أنهم وقد عصوا الله وقتلوا أنبيائهم .. إنما ذلك عن خلق سيء لا يعرف للعمل الطيب مكاناً . حينئذ ماذا فعلت مريم أشارت إلى عيسى عليه السلام وهي تحمله فبهت القوم لأنهم لم يتوقعوا منها ذلك .. كانوا يتوقعون أن تتحدث هي معهم .. أو أن تقول لهم شيئاً يبرئها .. أو تحاول تبرير ما حدث .. ذلك كان ظنهم ولكنهم فوجئوا بها وهي تشير إلى الطفل الصغير .. ولم يفهموا لأن طلاقة القدرة غابت عنهم وهم لا يتعاملون إلا بالأسباب .. فأبدوا عجبهم مما فعلته مريم فقالوا : " كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً {29} أي يا مريم أنت تستخفين بعقولنا فهذا طفل صغير عمره ساعات .. أو يوم أو بعض يوم .. فكيف تطلبين منا أن نتحدث معه .. وهل ينطق مثل هذا الطفل .. إن الأسباب كلها تقول لا .. أنه عاجز عن النطق . ولكن الله سبحانه وتعالى أنطق عيسى بن مريم .. أنطقه وهو طفل صغير .. أنطقه ليثبت لهم طلاقة القدرة .. وأن الله سبحانه وتعالى الذي لا يجعل طفلاً ينطق إلا بعد عام أو أكثر من عام من عمره .. يستطيع أن يجعل طفلاً عمره يوم أو أكثر بعض يوم أن يتحدث .. ولا يجعله يتحدث حديث الأطفال .. بل يجعله يتحدث حديث الرجال راجحي العقل والمنطق .. وأن يناقش ويرد بالحجة عليهم .. وأن يكلمهم وكأنه قد بلغ مبلغ الرجولة .. وعقل كل شيء. وللحديث بقية .. اخوكم / الاثرم -------------------------------------- بسم الله الرحمن الرحيم الجزء الخامس عشر : اقتباس: لنرى الحقيقة في الكتاب المقدس هل هي فعلا عذارء أم والعياذ بالله ........... وبعدها سنرى القرآن الكريم كيف يقص علينا قصة العذراء .. ونقارن بينهما .. بالعقل .. تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً المعجزة .. والحكمة لماذا وقعت هذه المعجزة .. ولماذا أتمها الله سبحانه وتعالى .. ليجعل هؤلاء القوم الماديين يوقنون بما حدث لمريم .. فلو أنها رزقت طفلا عن طريق عادي كما تلد النساء لما استطاع هذا الطفل أن يتكلم أن ينطق حرفاً واحدا .. وحتى ولو كانوا قد انتظروا عليه حتى يكبر .. ليتعلم النطق لكان حديثه حديث الأطفال .. فيه سذاجتهم وافتقارهم على المنطق والحجة والفهم .. ولكن كون عيسى بن مريم نطق بعد ولادته بيوم أو بعض يوم فإن ذلك معناه يقيناً أن ذلك الطفل لم يأت بالطريق العادي وهو الذكر والانثى .. ولكن معجزة كلامه تدل على طلاقة القدرة في مولده .. وأن مريم لم يمسسها بشر .. وإنما عيسى بن مريم جاء بكلمة " كن فيكون " .. وإلا إذا كانت مريم قد مسها أي بشر لجاءت بطفل عادي مما تلد النساء .. كان يجب على بني إسرائيل أن يفيقوا ساعة نطق عيسى بن مريم .. وأن يعلموا أنهم أمام معجزة خارقة لله سبحانه وتعالى . وأن يؤمنوا بكل ما تقوله مريم .. ويؤمنا بعيسى رسولاً ونبياً .. ماذا قال عيسى بن مريم .. كان أول ما قاله : " قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً {30} ( سورة مريم ) أي أن أول ما بشر به هو رسالته .. قال إني عبد الله حتى لا يفتن الناس بمولده .. فيحملوا الأشياء أكثر مما تحتمل .. فحسم الموقف بأنه عبد من عباد الله وبشر ورسول .. ثم بعد ذلك قال : " آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً {30} أي جعل لي كتاباً سأبلغه إليكم .. ورسالة من السماء لكم .. وهكذا كانت أولى معجزات عيسى عليه السلام في أولى كلمات نطقها .. على عكس الكتاب المقدس .. وكما يقول لنا إنجيل يوحنا الإصحاح الثاني من فقرة 1 إلى 11 ) : https://secure.ushaaqallah.com/forum...r=asc&start=15 اقتباس: قال لهم يسوع : املأوا الأجران ((( ماء ))) فملأوها إلى فوق ، ثم قال لهم : استقوا الآن وقدموا إلى رئيس المتكأ. فقدموا . فلما ذاق رئيس المتكأ ((( الماء المتحول خمراً ))) ولم يكن يعلم من أين هي. لكن الخدام كانوا قد استقوا الماء علموا دعا رئيس المتكأ العريس وقال له : كل إنسان إنما يضع الخمر الجيدة أولاً ، ومتى سكروا فحينئذ الدون. أما أنت فقد أبقيت الخمر الجدية إلى الآن . {{{{{ هذه بداية الآيات }}}}} فعلها يسوع في قانا الجليل <<<<<<<<< وأظهر مجده فآمن به تلاميذه " >>>>>>>>>> نعود لنكمل القصة .. فقد أبلغهم بالمستقبل وهو ما زال في المهد صبياً .. فقال لهم إني قد جئتكم بكتاب من الله سبحانه وتعالى .. لأهديكم إلى صراطه المستقيم . والله جعلني لكم نبياً .. وفوق ذلك آتاني الحكمة .. وأنتم ترون هذه الحكمة .. وأنا أتحدث إليكم .. فليس حديثي هذا حديث طفل رضيع .. ولكنه حديث رجل أوتي الحكمة يستطيع أن يجادلكم فيما تقولون .. وكان هذه معجزة ثانية بطلاقة القدرة .. انباء بغيب قادم ونبوة ورسالة .. وما زال عيسى بن مريم في المهد صبياً .. وانباء بأنه وهو طفل رضيع لم يعط نعمة الكلام فقط من الله سبحانه وتعالى بل أعطي نعمة الحكمة أيضاً . " وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً {31} ( سورة مريم ). وللحديث بقية ... |
|
![]() |
![]() |
![]() |
#122 |
Senior Member
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 382
|
![]() بسم الله الرحمن الرحيم الجزء السادس عشر : اقتباس: لنرى الحقيقة في الكتاب المقدس هل هي فعلا عذارء أم والعياذ بالله ........... وبعدها سنرى القرآن الكريم كيف يقص علينا قصة العذراء .. ونقارن بينهما .. بالعقل .. تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً ومضى عيسى بن مريم في كلامه ليقول أن الله سبحانه وتعالى قد أحاطني ببركته أينما أكن .. فما من مكان أذهب إليه .. إلا حلت فيه البركة .. وملأه الرزق .. كما أوصاني الله سبحانه وتعالى أن أعبده حق عبادته ما دمت حيا .. والعبادة واجبة على الإنسان في فترة الحياة التي تتصل فيه الروح بالمادة .. تلك الفترة هي التي يكون فيها الإنسان مختاراً أن يفعل أولاً يفعل .. أن يعبد الله أو أن يعصيه .ز فقبل الحياة .ز وبعد الموت لا يكون هناك اختار .. بل هو قهر .. والله سبحانه وتعالى قال في قرآنه الكريم : " لِيُنذِرَ مَن كَانَ حَيّاً {70} " ( سورة يس ) أي إن القرآن الكريم للأحياء وليس للأموات .. ولا يستطيع واحد عصى الله في حياته الدنيوية أن يقول بعد أن يموت .. أنني سأعبد الله حق عبادته بعد الموت ليكفر عني ما فعلته وارتكبته من معاص .. فبعد الموت ينقطع عمل ابن آدم .. ويعرف جزاءه أو مصيره .. بل أنه في ساعة ( الغرغرة ) .. وهي ساعة خروج الروح من الجسد .. تعرض أعمال ابن آدم عليه .. فإن كانت طيبة انفرج وجهه وظهر السرور عليه .. وعندما تنظر إليه بعد الموت .. تقول إن نهايته أو خاتمته كانت طيبة .. وان كان عمله سيئاً .. انقبضت أساريره واكفهر وجهه .. وحاول أن ينطق بالشهادتين فخانه لسانه .. وفي هذه اللحظة يعرف أن مصيره هو النار .. والذي يصل إلى حالة الغرغرة يعرف يقيناً أنه ميت .. ويبدأ أولى دقائق حياته في العالم الآخر .. وهكذا جاء قول عيسى بن مريم مؤكداً أنه كنبي لم يعف من التكليف .. فقد طلب منه الله سبحانه وتعالى وأوصاه بأن يعبده حق عبادته ما دام حيا .. ويمضي عيسى بن مريم عليه السلام .. ليكمل ما أوصاه الله به فيقول : " وَبَرّاً بِوَالِدَتِي ... {32} " ( سورة مريم ). ولم يقل برا بوالدي .. وهذه تأتي لتؤكد لبني إسرائيل مرة آخرى معجزة الله في مريم .. فلو أن عيسى جاء من ذكر وأنثى .. لقال وبرا بوالدي .. ولكنه قال وبرا بوالدتي ليكون شاهد صدق على طريقة خلقه . وأنه لم يأت من ذكر وأنثى .. بل أتى بطلاقة القدرة من مريم دون أن يمسسها رجل . وللحديث بقية ... اخوكم / الاثرم |
![]() |
![]() |
![]() ![]() |
|
|
![]() |
![]() |