![]() |
![]() |
|
|
|
|
#1 |
|
Senior Member
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 388
|
Saif الفصل الخامس خطية إسحق ويعقوب فاذا كان هذا حال خليل الله، أو كما قال المعترض الغير مؤمن أبو الأنبياء وصفوة الأمناء ، فلا عجب إذا وقع إسحق في ذات هذه الخطية، فلم يقو على التجربة لضعف الطبيعة البشرية كما قلنا ولم تُذكر هذه القصص إلا لتعلمنا وجوب التيقّظ، لأن إبليس عدونا كأسد يود افتراسنا, فإذا لم يحفظنا الله بنعمته ويرعانا بقوته نسقط في شر الخطايا سأل رجل الحسن: يا أبا سعيد، أينام إبليس؟ فأجابه: لو نام لوجدنا راحة، فلا خلاص للمؤمن منه إلا بتقوى الله تعالى , وقال في الإحياء قبيل بيان دواء الصبر: من غفل عن ذكر الله تعالى، ولو في لحظة، فليس له في تلك اللحظة قرين إلا الشيطان وقال محمد: جاهدوا أهواءكم كما تجاهدون أعداءكم بل أشد من الأعداء ولما سُئل: أي الجهاد أفضل؟ فقال: جهادك هواك وقال لبعض أصحابه: رجعتم من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر فجعل المجاهدة بالسيوف صغرى، فإن من ملك نفسه أعظم ممن يملك الحصون وورد أيضاً: أعدى أعدائك إليك نفسك التي بين جنبيك وهذه هي حالة الطبيعة البشرية، فلا عجب إذا وسوس الشيطان لإسحق وأغراه على الكذب كما فعل مع إبراهيم خليل الله ولا عجب أيضاً إذا استعان يعقوب بالمراوغة والخداع في نوال البركة من أبيه، وارتكن على الوسائط البشرية ولم يعتمد على الله وقد عاقبه الله بأن قيَّض له من خدعه، فإن الحصاد من جنس الزرع، فإن لابان غش يعقوب المرة بعد الأخرى وغاية الله هي أن يعلمنا أن نعتصم بالصدق في أقوالنا فانه أقوى لنا، وأن نهرب من الكذب في أفعالنا لأنه أفعى لنا جاء في القرآن: أعطى كل شيء خَلْقه ثم هدى (طه 20:50) وورد فيه أيضاً: ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبداً، ولكن الله يزكي من يشاء (النور 24:21), وعن جابر، قال رسول الله: لا يُدْخِلُ أحداً منكم عملُهُ الجنة ولا يُجيره من النار، ولا أنا إلا برحمة الله رواه مسلم, (مشكاة المصابيح تحقيق الألباني حديث رقم 237) وقد ظهرت هذه الرحمة في يسوع المسيح، فإن الله أحب العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية(يوحنا 3:16), قال المعترض الغير مؤمن : إن الله بارك يعقوب لأنه لم يميز بينه وبين أخيه، مثل عدم تمييز أبيه , وللرد نقول: إن الله اختار يعقوب وجعله مباركاً بدون واسطة والده ولا غيره, وقد ذكرنا أنه أخطأ لاعتماده على الوسائط البشرية وعدم اعتماده على الله, |
|
|
|
|
|
#2 |
|
Senior Member
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 388
|
Saif
الفصل السادس خطية لوط أنكر المعترض الغير مؤمن وقوع الخطأ من ابنتي لوط، لما أسكرتا أباهما واضطجعتا معه، ولم يعلم باضطجاعهما ولا بقيامهما، وقال: إنها دسيسة في الكتب السماوية, وطلب الاستفهام عن الغرض من ذكر هذه القصة وللرد نقول: لنوضح ظروف لوط وابنتيه: كان لوط في الجبل، فتوهمت ابنتاه أنه سينقطع نسلهما لأن الله أهلك سدوم وعمورة بأهلهما، ففعلتا ما فعلتاه فالسُّكر هو سبب هذا الشر الفظيع، والرب أراد أن ينفرنا منه بالأمثلة التي تقشعر منها الأبدان والمعروف أنه إذا سكر الإنسان تاه عن الصواب، وكان والمجنون واحداً, قال أبو حنيفة: حدّ السُّكر أن يصير الإنسان لا يعرف السماء من الأرض، ولا الطول من العرض، ولا المرأة من الرجل , فلا عجب إذا لم يدر لوط بما فعله في حالة سكره لأنه لم يشعر بعمله ولا بشرِّه, 1 - ولقد أوقع السُّكر الصحابة في الكفر، وفي ضرب بعضهم بعضاً، فقد كانت الخمر جائزة أولًا يشربها أصحاب محمد في صدر الإسلام، فورد في البقرة 219 : يسألونك عن الخمر والميسر وقال المفسرون: نزلت هذه العبارة في عمر بن الخطاب ومعاذ بن جبل وجماعة من الأنصار أتوا محمداً فقالوا: يا رسول الله أفتنا في الخمر والميسر، فإنهما مَذْهبة للعقل مسلبَةً للمال, فنزلت هذه العبارة (الكشاف في تفسير البقرة 219), وقالوا إن أصل الخمر في اللغة الستر والتغطية، وسُمّيت الخمر لأنها تخامر العقل أي تخالطه، وقيل لأنها تستره وتغطيه وجملة القول إن المسلمين كانوا يشربونها في أول الإسلام وهي حلال لهم وصنع عبد الرحمن بن عوف طعاماً ودعى إليه ناساً من أصحاب محمد، فأطعمهم وسقاهم الخمر وحضرت صلاة المغرب فقدموا علي بن أبي طالب ليصلي لهم، فقرأ: قل يا أيها الكافرون أعبد ما تعبدون بحذف حرف لا , فكان ذلك سبباً في نزول: يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون فحرم محمد السُّكر في أوقات الصلوات, فكان الرجل يشربها بعد صلاة العِشاء فيُصبح وقد زال سكره، فيصلي الصبح, ويشربها بعد صلاة الصبح ، فيصحو وقت صلاة الظهر (الكشاف في تفسير البقرة 219 وأسباب النزول للسيوطي سبب نزول النساء 4:34), 2 - مما يدل على أن السكر كان السبب في كفاحهم ووقوع البغضاء بينهم، هو أن عتبان بن مالك أَقام وليمة ودعا رجالًا من المسلمين وفيهم سعد بن أبي وقاص، وكان قد شوى لهم رأس بعير، فأكلوا وشربوا الخمر حتى أخذت منهم، فافتخروا عند ذلك وانتسبوا وتناشدوا الأشعار، فأنشد سعد قصيدة فيها فخر قومه وهجاء الأنصار, فأخذ رجل من الأنصار لحْيَ البعير فضرب به رأس سعد فشجَّه, فانطلق سعد إلى النبي وشكى إليه الأنصاري، فقال عمر: اللهم بيِّن لنا في الخمر بياناً شافياً ويُروى أيضاً أن حمزة بن عبد المطلب شرب الخمر يوماً وخرج فلقى رجلًا من الأنصار وبيده ناضح له، والأنصاري يتمثل ببيتين لكعب بن مالك يمدح قومه وهما: جمعنا مع الإيواء نصراً وهجرة فلم يُر حيٌّ مثلنا في العشائر فأحياؤنا من خير أحياء من مضى وأمواتنا من خيرِ أهلِ المقابر فقال حمزة: أولئك المهاجرون وقال الأنصاري: بل نحن الأنصار فتنازعا، فجرد حمزة سيفه وعدا على الأنصاري، فهرب الأنصاري وترك ناضحه فقطعه حمزة, فجاءه الأنصاري مستعدياً إلى محمد، فأخبره بفعل حمزة، فغرم له محمد ناضحاً فقال عمر: بيِّن لنا في الخمر بياناً شافياً فنزلت: يا أيها الذين آمنوا، إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة (المائدة 5:90 ، 91), ورووا أن قبيلتين من قبائل الأنصار شربوا حتى ثملوا وعبث بعضهم ببعض، فلما صحوا جعل الرجل يرى الأثر بوجهه ولحيته فيقول: فعل بي هذا فلان أخي , وكانوا إخوة ليست في قلوبهم ضغائن، فكان ذلك سبب تحريمها (الطبري في تفسير المائدة 90), 3 - حرمت التوراة السُّكر بالخمر من أول الأمر, قال سليمان الحكيم : لمن الويل، لمن الشقاوة، لمن المخاصمات، لمن الكرب، لمن الجروح بلا سبب، لمن ازمهرار العينين؟ للذين يدمنون الخمر، الذين يدخلون في طلب الشراب الممزوج, لا تنظر إلى الخمر إذا احمرَّت، حين تظهر حُبابها في الكأس وساغت مرقرقة, في الآخر تلسع كالحية وتلدغ كالأفعوان, عيناك تنظران الأجنبيات، وقلبك ينطق بأمور ملتوية، وتكون كمضطجع في قلب البحر، أو كمضطجع على رأس سارية, يقول: ضربوني ولم أتوجع، لقد لكأوني ولم أعرف! (الأمثال 23:29-35), 4 - فاذا وقع لوط في أقبح الخطايا، كان ذلك نتيجة السُّكر, على أن الأعمال بالنيات, والكتاب المقدس ناطق بأنه لم يدر بما فعل، والسكران يؤاخذ على سكره ولا يؤاخذ على ما يقترفه وهو سكران، فإن التكليف يسقط عنه, فالسكران لا يدري ما فعل، ولكن إذا استفاق وجب عليه التوبة ولوط فعل ما فعله وهو لا يدري، ولما استفاق تاب وندم، وشهد له الكتاب المقدس بأنه كان باراً تقياً والمؤمن إذا وقع في خطيئة لا يهدأ باله إلا إذا تخلَّص منها، فخطيئته تكون مثل غبار أو قذى في عينه لا يرتاح إلا إذا خرج منها، بخلاف الشرير الذي يجد ارتياحاً ولذة في فجوره مثل قوم لوط، فلما أنذرهم المرة بعد الأخرى لم يكترثوا بنصيحته، ولم تؤثر فيهم مواعظه، فعاقبهم الله، وحافظ على هذا البار, وعلَّمنا بهذا المثال الامتناع عن السكر فانه يجرّس وينجس ويفلس ويوقع في الإشراك والهلاك, 5 - وقد نسب القرآن إلى لوطٍ عدم الاعتماد على الله، فقال إنه لما أتت الملائكة لوطاً بصورة رجال جمال الصورة، أراد قومه التعرُّض لهم، فقدم لهم بناته فلم يرضوا، فقال في عدد 80: لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد (هود 11:80), وجواب لو محذوف، أي لقاتلتكم عن أبي هريرة قال رسول الله : يرحم الله لوطاً كان يأوي إلى ركن شديد يعني أن الركن الشديد هو الله، فنسبوا إليه عدم الاعتماد على الله (ابن كثير في تفسير هود 80), |
|
|
|
|
|
#3 |
|
Senior Member
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 388
|
Saif الفصل السابع جدود المسيح استقبح المعترض الغير مؤمن أن بعض جدود المسيح لم يكونوا منزهين عن الخطأ فقال إن عوبيد بن لوط هو جد لداود واسم أمه راعوث، وإنها كانت موآبية، وإن رحبعام بن سليمان من أجداد المسيح واسم أمه نعمة، وهي عمونية من أولاد بني عمّي بن لوط, ورحبعام جد المسيح، مع أن بن عمّي من أولاد الزنا, وأنه كان لا يجوز للموآبي والعموني الدخول في جماعة الرب، وأنهم إذا قالوا إن اعتبار النسب بالآباء لا بالأمهات، فيكون ترجيحاً بلا مرجِّح وللرد نقول: إذا نظرنا إلى الطبيعة البشرية رأينا أن آدم أبا البشرية خالف أمر الله وطُرد من الجنة، وإبراهيم أبا الأنبياء كذب ثلاث كذبات حسب قول محمد، وقِسْ على ذلك غيره فاتَّخذ المسيح من هذه الطبيعة الفاسدة جسداً ليصلحها ويرفع شأنها، فلا عجب إذا كان في سلسلة نسَبه مَنْ أخطأ خطايا فاحشة ولا يُقدَح في وجود بعض الموآبيين في سلسلة المسيح، فالأساس هو الإيمان بالله الحي فيا له من إيمان حقيقي ظهرت نفحاته بالأعمال الصالحة أما قوله إنه كان لا يجوز للموآبي الدخول في جماعة الرب، قلنا: هذا إذا كان باقياً على إلحاده وكفره، أما إذا آمن فإنه يصبح مقبولًا، لأنه ليس عند الله محاباة حال أبوي محمد وعشيرته: ورغم تنقيب المعترض الغير مؤمن في صفات الأفاضل الذين اتخذ منهم المسيح الطبيعة البشرية، فإنه لم يجد أن أحدهم أشرك بالله, وهذا بخلاف أبوي محمد وعمه وعشيرته، فقد كانوا مشركين قال العلماء: والشِرك بالله أكبر الكبائر، لقوله: إن الشرك لظلم عظيم, ويليه القتل بغير حق , ورد في النساء 4:48 : إن الله لا يغفر أن يُشرَك به، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيمًا وفي (عدد 116): ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالًا بعيداً روي عن أبي ذر أنه قال: أتيتُ محمداً وعليه ثوب أبيض وهو نائم، ثم أتيته وقد استيقظ فقال:'ما من عبد قال لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة ` قلت:'وإن زنى وإن سرق؟` قال: 'وإن زنى وإن سرق`, قلت:'وإن زنى وإن سرق؟` قال:'وإن زنى وإن سرق`, قلت:'وإن زنى وإن سرق؟` قال:'وإن زنى وإن سرق على رغم أنف أبي ذر` (مشكاة المصابيح تحقيق الألباني - حديث رقم 26), إذاً الشرك من أعظم الكبائر التي لا تُغفر، ولكن الله يغفر ما دون ذلك وما نُسب إلى بعض الأفاضل من جدود المسيح من الخطايا هو من الهفوات والزلات التي لم يقووا على مقاومتها، بل كانت شديدة فغلبتهم، ولكنهم تابوا وندموا واستغفروا الله أما الشرك بالله فهو أعظم الآثام ويستوجب صاحبه جهنم النار، وقد كان والدا محمد مشركَيْن، ولما طلب محمد من الله ان يغفر لهما لم يُجَبْ إلى طلبه ورد في التوبة 9:113 : ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبيَّن لهم أنهم أصحاب الجحيم وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه، فلما تبيَّن له أنه عدو لله تبرّأ منه ذهب المفسرون إلى أن هذه العبارة نزلت في شأن أبي طالب عم محمد، وهو والد علي، وفي والد محمد وأمه، فإن محمداً أراد أن يستغفر لهم بعد موتهم، فنهاه الله عن ذلك (أسباب النزول للسيوطي - سبب نزول التوبة 9:113), استغفار محمد لأمه: قال أبو هريرة وبريدة: لما قدم محمد مكة أتى قبر أمه آمنة فوقف حتى حميت الشمس رجاء أن يُؤذَن له فيستغفر لها، فنزلت: وما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين وروى الطبري وابن الجوزي عن بريدة، قال كل واحد منهما إن محمداً مرَّ بقبر أمه فتوضأ وصلى ركعتين ثم بكى، فبكى الناس لبكائه ثم إنصرف اليهم فقالوا: ما أبكاك؟ قال: مررت بقبر أمي فصليت ركعتين، فاستأذنت ربي أن استغفر لها فنُهيت، فبكيت ثم عدت فصليت ركعتين، فاستأذنت ربي أن أستغفر لها، فزُجرت زجراً، فأبكاني ثم دعا براحلته فركبها، فما سار إلا هنيهة حتى قامت الناقة لثقل الوحي، فنزلت : ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى (أسباب النزول للنيسابوري - سبب نزول التوبة 113), استغفار محمد لأبيه: وجاء أيضاً في أسباب النزول لجلال الدين السيوطي عن سبب نزول التوبة 113 : قال قتادة، قال محمد: لأستغفرنَّ لأبي كما استغفر ابراهيم لأبيه فنزلت هذه العبارة, وروى الطبري بسنده عنه، قال: ذكر لنا أن رجالًا من أصحاب الرسول قالوا: يا نبي الله، إن من آبائنا من كان يُحسِن الجوار ويصل الأرحام ويفك العاني ويوفي بالذمم، أفلا نستغفر لهم؟ فقال محمد: بلى، والله لأستغفرن لأبي كما استغفر إبراهيم لأبيه فنزلت: ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ثم اعتذر الله عن إبراهيم حسب قولهم، فقال: وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه (التوبة 9:114), فالآيات القرآنية والأحاديث الصحيحة ناطقة بأن أبا محمد وأمه وعمه كانوا مشركين، ونهاية كل مشرك جهنم النار ولما حاول أن يستغفر لهم نُهي عن ذلك وزُجر زجراً أبكاه أما استغفار إبراهيم لوالديه فكان عن موعدة وعدها الله له، حسب كلامهم والمؤكد أنه لا شفاعة بعد الموت، فيُجازى كل إنسان حسب عمله، فالكافر مقره جهنم والمؤمن في النعيم الدائم، وعلماء المسلمين مسلِّمون بوجود والدي محمد في النار, وقال بعضهم: إنه لا يبعد أن يكون الله أقامهما من الموت ليؤمنا ثم أماتهما، وهي خرافة ونقول: إذا كان الله زجر محمداً عن الاستغفار لهما، فكيف يقيمهما؟ إن أبوي محمد هما في النار حسب شهادة القرآن، وشتان بين أبويه وجدوده الوثنيين، وبين العذراء القديسة مريم، وجدود المسيح - حسب الجسد - من أنبياء وملوك، مثل إبراهيم، وإسحق، ويعقوب، وداود، وسليمان، الذين اشتهروا بالتقوى الحقيقية ومعرفة الله الحي، وعندهم الكتب المقدسة والوحي الإلهي ولا عجب اذا وقع بعضهم في معصية ثم تابوا واستغفروا الله لأنهم بشر، والطبيعة البشرية تميل إلى الانحراف, والمسيح أتى واتخذ جسداً من هذه الطبيعة البشرية ليرفع قَدْرها كما قلنا, |
|
|
|
|
|
#4 |
|
Senior Member
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 388
|
Saif
الفصل الثامن خطيئة إخوة يوسف قال المعترض الغير مؤمن : ورد في التكوين 35:22 : وحدث إذْ كان إسرائيل ساكناً في تلك الأرض أن رأوبين ذهب واضطجع مع بلهة سُريَّة أبيه, وسمع إسرائيل , ومع ذلك لم يَجْر الحدّ والتعزير على رأوبين , وللرد نقول: من جهة الحد والتعزير فقد لعنه أبوه، ولم ينس خطيئته وهو مشرف على الموت (تكوين 4) ورأوبين هذا لم يكن نبياً ولا رسولًا, نعم لا يُنكر أن أباه كان من المشهورين بالإيمان والتقوى، ولكن النار قد تخلّف الرماد فخلف آدم قايين، وخلف نوح حسب قولهم كنعان وهو شرير, والحقيقة هي أنه خلف حاماً ولم يكن تقياً, ونسب القرآن إلى رأوبين الغدر بأخيه كما ورد في يوسف 12: 8 ، 9 : إذ قالوا ليوسف: وأخوه أحبُّ إلى أبينا منّا، ونحن عصبة إن أبانا لفي ضلال مبين, اقتلوا يوسف واطرحوه أرضاً يخْلُ لكم وجه أبيكم - قال المفسرون: لما قوي الحسد وبلغ النهاية من إخوة يوسف قالوا فيما بينهم:'لابد من تبعيد يوسف عن أبيه، وذلك لا يحدث إلا بأحد طريقين: إما القتل مرة واحدة، أو التغريب إلى أرض يحصل اليأس من اجتماعه بأبيه بأن تفترسه الأسود والسباع، أو يموت في تلك الأرض البعيدة` , أما نسبة أبيهم إلى الضلال فهو محض العقوق، وهو من الكبائر, قال قائل منهم: لا تقتلوا يوسف وألقوه في غيابت (أي قعر) الجب يلتقطه بعض السيارة (الذين يسيرون في الأرض) إن كنتم فاعلين (يوسف 10), قال محمد بن اسحق: اشتمل فعلهم هذا على جرائم كثيرة من قطيعة الرحم، وعقوق الوالدين، وقلة الرأفة بالصغير الذي لا ذنب له، والغدر بالأمانة، وترك العهد، والكذب مع أبيهم , ثم ادعى أن الله عفا عن ذلك كله حتى لا ييأس أحد من رحمة الله ! ومن المعلوم أنه لا يوجد تفاوت في صفات الله، فليست صفة أعظم من صفة أخرى، فرحمة الله ليست أعظم من عدله، وعدل الله يستلزم قصاص المذنب ولا يمكن أن الله يعفو عن إخوة يوسف إلا بالكفارة والإيمان والتوبة, خطايا إخوة يوسف حسب قول المسلمين: جاء في تفسير القرطبي على يوسف 12:15 فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ إن في موضع نصب، أي على أن يجعلوه في غيابة الجب, قيل في القصة: إن يعقوب عليه السلام لما أرسله معهم أخذ عليهم ميثاقاً غليظاً ليحفظنه، وسلمه إلى روبيل وقال: يا روبيل! إنه صغير، وتعلم يا بني شفقتي عليه، فإن جاع فأطعمه، وإن عطش فاسقه، وإن أعيا فاحمله ثم عجِّل برده إليَّ, قال: فأخذوا يحملونه على أكتافهم، لا يضعه واحد إلا رفعه آخر، ويعقوب يُشيّعهم ميلًا ثم رجع, فلما انقطع بصر أبيهم عنهم رماه الذي كان يحمله إلى الأرض حتى كاد ينكسر، فالتجأ إلى آخر فوجد عند كل واحد منهم أشد مما عند الآخر من الغيظ والعسف، فاستغاث بروبيل وقال: أنت أكبر إخوتي، والخليفة من بعد والدي عليَّ، وأقرب الإخوة إليَّ، فارحمني وارحم ضعفي فلطمه لطمة شديدة وقال: لا قرابة بيني وبينك، فادع الأحد عشر كوكباً فلتنجك منا , فعلم أن حقدهم من أجل رؤياه، فتعلق بأخيه يهوذا وقال: يا أخي! ارحم ضعفي وعجزي وحداثة سني، وارحم قلب أبيك يعقوب، فما أسرع ما تناسيتم وصيته ونقضتم عهده , فرقّ قلب يهوذا فقال: والله لا يَصِلون إليك أبداً ما دمتُ حياً، ثم قال: يا إخوتاه! إن قتل النفس التي حرم الله من أعظم الخطايا، فردُّوا هذا الصبي إلى أبيه، ونعاهده ألا يحدث والده بشيء مما جرى أبداً, فقال له إخوته: والله ما تريد إلا أن تكون لك المكانة عند يعقوب، والله لئن لم تدعه لنقتلنّك معه، قال: فإن أبيتم إلا ذلك فها هنا هذا الجب الموحش القفر، الذي هو مأوى الحيات والهوام فألقوه فيه، فإن أصيب بشيء من ذلك فهو المراد وقد استرحتم من دمه، وإن انفلت على أيدي سيارة يذهبون به إلى أرض فهو المراد , فأجمع رأيهم على ذلك, قال علماء الإسلام: إن رأوبين (روبيل) لطم يوسف لطمة شديدة, والحقيقة هي أنه هو الذي أشار بالرأفة بأخيهم، ويهوذا هو الذي أشار ببيعه، ولم تأخذه عليه شفقة ولا رحمة فلا عجب إذا اقترف خطايا أخرى كخطية الزنا, وبيان ذلك أنه كان ليهوذا ابنان: عير وأونان, أما عير فكان شريراً فأماته الرب, ولما كانت شريعة موسى تقول: إنه إذا مات إنسان بدون عقب وجب على أخيه أن يقيم نسلًا له، حتى لا ينطفئ اسمه من عشيرته، تزوج أونان بامرأة أخيه لهذه الغاية, ولكنه أفسد على الأرض لكيلا يعطي نسلًا لأخيه، فقبُح في عيني الرب فأماته وكان ليهوذا ابن ثالث اسمه شيلة، فأخبر يهوذا امرأة ابنه، الذي مات بدون عقب، أن تمكث في بيتها إلى أن يكبر الابن الثالث, واتفق أن ماتت امرأة يهوذا، فمضت مدة مديدة ولم يقترن بزوجة ولما كانت ثامار امرأة ابنه الذي مات بدون عقب ترغب في إقامة نسل، وكان يهوذا قد ضرب عنها صفحًا، تزيَّت بزيّ زانية وأغرت يهوذا على الزنا بها، وأخذت خاتمه وعصابته وعصاه لتبرئة نفسها مما فعلته، ولتعاقبه على عدم مراعاة الشريعة التي كانت تجيز للعم الاقتران بزوجة ابن أخيه لإقامة النسل, فلما عرف يهوذا حقيقة الأمر قال: إنها أبرُّ مني، لأني حجبْتُ شيلة ابني عنها ولم أعطها له , فيتضح من هذه القصة أن يهوذا وقع في تجربة عظيمة، ولا سيما أنه كان مترملًا, ومع كل ذلك فلا ننكر أنهما اقترفا إثماً عظيماً، فاستغفرا ربهما عن هذا الإثم، وقال الكتاب المقدس إنه لم يعد يعرفها، فندم كلّ منهما على عمله وتابا ولا يصح أن نعتبر كلًا منهما بمنزلة الزاني المصرّ على خطيئته, قال المعترض الغير مؤمن : لا يتصور أن رذيلًا من الأرذال يعطي عمامته أجرة فعلٍ مثل هذا الفعل الشنيع , وللرد نقول: لم يرِدْ في التوراة أن ثامار أخذت عمامة يهوذا، بل أنها أخذت خاتمه وعصابته وعصاه, فالعصابة ليست هي العمامة، بل هي كل ما عُصبت به الرأس من عمامة أو منديل, والظاهر أنها كان منديلًا أو رباطاً على الرأس، فإن غاية ثامار كانت أخذ علامةٍ منه لتبرئة نفسها وقال المعترض الغير مؤمن : لماذا قتل الله أونان الذي تزوج ثامار أرملة أخيه؟ , وللرد نقول: إن الله عاقبه لأنه كره أخاه المتوفى، وأصرَّ على إطفاء اسمه وذكره، ففعل به الرب ما قصد أن يفعله بأخيه، فإن الحصاد هو من جنس الزرع, وقال المعترض الغير مؤمن : داود من ذرية فارص بن ثامار المولود منها بالزنا، وابن الزنا لا يدخل في جماعة الرب حتى يمضي عليه الجيل العاشر، كما جاء في التثنية 23:2 , فكيف دخل داود وآباؤه في جماعة الرب، بل صار من رؤساء الأنبياء وصاحب كتاب والهام؟ وللرد نقول: الأمر الوارد في تثنية 23:2 خاص بالذين كانوا يستبيحون الفسق والآثام، فحذر الله بني اسرائيل من دخول أحدهم في جماعة الرب، بل حذرهم من مخالطتهم ومعاشرتهم لئلا تفسد أخلاقهم وآدابهم ولو سلمنا بأن المقصود من هذه العبارة العموم، لكان المراد منها أنه لا يجوز الدخول في جماعة الرب لمن يصرّ على الفسق، أما الذي يتوب فإن الله يقبل توبته ويجعله من جماعة المؤمنين به, |
|
|
|
|
|
#5 |
|
Senior Member
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 388
|
Saif الفصل التاسع خطية هارون قال المعترض الغير مؤمن : ورد في الخروج 32:4 أن هرون صوَّر العجل وعَبَده وأمر بني إسرائيل بعبادته وللرد نقول: افترى المعترض الغير مؤمن على هرون، فقد ورد في خروج 32 أنه لما رأى بنو إسرائيل أن موسى أبطأ في النزول من الجبل اجتمعوا على هرون وألزموه على عمل صنم \يسير أمامهم فقال لهم: انزعوا أقراط الذهب التي في آذانكم وكانت غايته صرفهم عن ذلك، إذ لا شيء أعزّ عند المرأة من حليّها، فكان يظن أن نساءهم يبخلن بحليهن فلا يتحقق هذا الطلب, وكان مقصوده أيضاً اكتساب مُهلة الى أن يرجع موسى، فقد عجز هارون عن مقاومتهم بالقوة ولكن لم يتحقق ظنه، فأخذ الحلي وصوَّرها بالإزميل، فقالوا: هذه آلهتك يا اسرائيل التي أصعدتك من أرض مصر وقد ذكر القرآن هذه القصة في سورة البقرة والأعراف وطه وغيرها، فقال: لما رأى موسى من هرون خور العزيمة لعنه وجرَّه من شعر رأسه ومن لحيته واعتذر له هرون بأن قال له: إنهم استضعفوني وخفت أن يقتلوني, ومرة قال: أنا خفت على بني إسرائيل من التفريق والتمزيق وصيرورتهم أحزاباً ونكتفي بإيراد بعض الأقوال القرآنية: 1 - ورد في الأعراف 7: 148 - 151 : " واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلًا جسداً له خُوار ألم يروا أنه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلًا؟ اتخذوه وكانوا ظالمين ولما سقط في أيديهم ورأوا أنهم قد ضلوا قالوا: لئن لم يرحمنا ويغفر لنا لنكونن من الخاسرين ولما رجع موسى إلى قومه غضبان أسفاً، قال: بئسما خلفتموني من بعدي أعجلتم أمر ربكم؟ وألقى الألواح، وأخذ برأس أخيه يجرُّه اليه قال ابن أمّ، إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني، فلا تشمت بي الأعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين قال: رب اغفر لي ولأخي " 2 - وورد في طه 20:85 -94 : " قال فإنّا قد فتنَّا قومك من بعدك وأضلَّهم السامري فرجع موسى إلى قومه غضبان أسِفاً قال: يا قوم ألم يعدكم ربكم وعداً حسناً؟ أفطال عليكم العهد أم أردتم أن يحل عليكم غضب من ربكم فأخلفتم موعدي؟ قالوا: ما أخلفنا موعدك بملكنا، ولكنا حُمِّلْنا أوزاراً من زينة القوم فقذفناها، فكذلك ألقى السامري فأخرج لهم عجلًا جسداً له خوار، فقالوا: هذا إلهكم وإله موسى فنسي أفلا يرون ألا يرجع إليهم قولًا ولا يملك لهم ضراً ولا نفعاً ولقد قال لهم هارون من قبل: يا قوم إنما فتنتم به، إن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمري، قالوا: لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى قال: يا هرون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ألا تتبعن؟ أفعصيت امري؟ قال: يا ابن أمّ لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي، إني خشيت أن تقول: فرقت بين بني اسرائيل ولم ترقب قولي " هذه الأقوال تدل على انه لما عاد موسى من الجبل: (1) وبخ هرون بقوله: بئسما خلفتموني من بعدي , (2) كسر موسى الألواح من شدة غيظه, (3) جرَّ أخاه من شعره وشده من لحيته, (4) اعتذر هارون، فقال: إنهم استضعفوني وكادوا يقتلونني , (5) توبيخ موسى لهرون بقوله: إذا لم تتبعني قال ابن عباس: أوقد هرون ناراً وقال اقذفوا ما معكم فيها، وقيل إن هرون مرَّ على السامري وهو يصوغ العجل، فقال له: ما هذا ؟ قال: أصنع ما ينفع ولا يضر، فادْعُ لي فقال هرون: اللهم أعطه ما سألك على ما في نفسه فألقى السامري ما كان معه من تربة حافر فرس جبريل في فم العجل، وقال: كن عجلًا يخور، فكان كذلك بدعوة هرون فذلك قوله فأخرج لهم عجلًا (الرازي في تفسير طه 20:8 , فلماذا الاعتراض على قصة التوراة، وقد أخذ القرآن هذه القصة منها، وأتى بالزيادة والنقصان؟ فإن ذكر السامري جَهْل بالتاريخ والجغرافيا، ولا نعلم من أين أتى هذا السامري! كان الأقرب إلى العقل أن يقول (عوضاً عن السامري) إنه أتى مع بني إسرائيل مصري عمل لهم العجل أبيس معبود قدماء المصريين، فإن الإسرائيليين كانوا في سيناء ولم يكونوا وصلوا إلى أرض كنعان، ولم يكن للسامرة اسم ولا رسم فذكر السامري خطأ ومما يشبه ذلك قوله: تربة حافر فرس جبريل , ثم قال إن للعجل خواراً وجسداً، فمثل هذه الأمور تقع على آذان العارف بحقائق التوراة كخرافات، فأقوال التوراة هي الصحيحة، وهي تنزيل الحكيم العليم, قال المعترض الغير مؤمن : زعموا في حق موسى أنه أمر أن يصنع من ذهبٍ صورة كروبَيْن باسطيْن أجنحتهما إلى فوق، ووجه كل واحد منهما إلى الآخر، ويوضعان فوق غطاء تابوت الشهادة الذي فيه نسخة التوراة، كما في الخروج 37 ، مع أن موسى نهى عن اتخاذ الصور والتماثيل كما في الخروج 20 , وللرد نقول: كان الكروبان من متممات التابوت الذي كان يتجلى الله فيه ويعلن لأنبياء بني اسرائيل أوامره، ويرشدهم إلى ما يجب أن يفعلوه ولا نعرف كيف خفي هذا على المعترض الغير مؤمن ، وهو مذكور في القرآن، وجعله من آيات الله للمؤمنين, فورد في البقرة 246 أنه لما طلب بنو إسرائيل من أحد أنبيائهم (وهو صموئيل) أن يولي عليهم ملكاً ليخرجوا ويقاتلوا أعداءهم، أخبرهم أن الله بعث لهم طالوت ملكاً (شاول) فتذمروا على هذا الملك، فأخبرهم أن الله اصطفاه عليهم وزاده بَسْطة في العلم والجسم، فطلبوا من النبي آيةً على ذلك فقال في البقرة 248: وقال لهم نبيهم إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت، فيه سكينة من ربكم، وبقية مما ترك آل موسى وآل هرون تحمله الملائكة إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين , أما قوله سكينة فصوابه شكينا باللغة العبرية, السكينة: ذكر علماء السير والأخبار أن الله أنزل على آدم تابوتاً فيه صورة الأنبياء، وكان التابوت من خشب الشمشاد، طوله ثلاثة أذرع في عرض ذراعين، فكان عند آدم، ثم صار إلى شيت، ثم توارثه أولاد آدم إلى أن بلغ إبراهيم ثم كان في بني إسرائيل إلى أن وصل إلى موسى، فكان يضع فيه التوراة ومتاعًا من متاعه، ثم كان عنده إلى أن مات ثم تداوله أنبياء بني إسرائيل الى وقت اشمويل, (صوابه صموئيل) (الرازي في تفسير البقرة 248), واختلفوا في تلك السكينة ما هي، فقال علي بن أبي طالب : هي ريح خجوج (أي شديدة المر) هفافة، لها رأسان ووجه كوجه الإنسان , وقال مجاهد: هي شيء يشبه الهرة، له رأس كرأس الهرة وذَنَب كذنب الهرة، وله جناحان وقيل له عينان لهما شعاع، وجناحان من زمرد وزبرجد, وكانوا إذا سمعوا صوته تيقَّنوا النصر، فكانوا إذا خرجوا وضعوا التابوت قدامهم، فإذا سار ساروا، وإذا وقف وقفوا وكانوا إذا حضروا القتال قدموه بين أيديهم يستفتحون به على عدوهم فيُنصَرون, فلما عصوا وأفسدوا سلط الله عليهم العمالقة فغلبوهم على التابوت وأخذوه منهم، وكان السبب في ذلك أنه كان لعيلي (وصوابه عالي) وهو الشيخ الذي ربى اشمويل ابنان, وكان عيلي حبر بني إسرائيل وصاحب قربانهم، فأحدث ابناه في القربان شيئاً لم يكن فيه، وكانا يتشبَّثان بالنساء اللواتي يصلين، فأنذره الله، وسلط العمالقة حتى أخذوا التابوت ووقع عيلي وانكسرت رأسه، إلى أن بعث الله طالوت ملكاً وأخذ التابوت من العمالقة, ولما كان في بيت أصنامهم وقعت الأصنام (تفسير الطبري على البقرة 248), والمطلع على تاريخ الكتاب المقدس يرى تاريخ بني إسرائيل وملوكهم وأنبيائهم مستوفياً، أما روايات القرآن وروايات أصحاب السير والأخبار الذين لم يطالعوا التوراة فهي في غاية التشويش والخلط، فيأخذون من قصة شيئاً، ثم يأتون بشيء من قصة أخرى لا مناسبة بينها وبين الأولى، بل تكون بعيدة عنها في الزمان والمكان بعداً قاصياً، شأن ناقل القصص التي كانت متواترة على ألسن الناس بدون تثبُّت ولا تروٍّ أو تحرٍّ، ولا سيما أن المعارف لم تكن منتشرة انتشارها في العصر الحاضر, ولكن لا عذر الآن في عدم المعرفة! فإذا أراد المعترض الغير مؤمن معرفة التابوت، وجب عليه أن يطالع التوراة فيعرف حقيقته وغايته وتاريخه بالحق اليقين, ومع ذلك فالقرآن الذي يتمسك به المعترض الغير مؤمن قد ذكر التابوت وبعض لوازمه، وجعله من الآيات للمؤمنين، وعبَّر عن الكروبَيْن بلفظ السكينة كما يعلم من تعريف علي ومجاهد لها، وهي غير الصور والتماثيل التي نهى الله عن اتخاذها, |
|
|
|
|
|
#6 |
|
Senior Member
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 388
|
Saif
الفصل العاشر خطية موسى قال المعترض الغير مؤمن : زعموا أن موسى استعفى واستقال من النبوَّة والرسالة، فاشتد غضب الله عليه حيث قال للرب: أرغب منك يا سيدي أن ترسل غيري (كما في خروج 4), فكيف يُتصوَّر غضب الله على موسى مع أنه من أنبيائه وأصفيائه، وغضبه يكون على أعدائه؟ وكذلك حرمانه مع أخيه هرون عن دخول الأرض المقدسة وإعراض الله عنهما في آخر حياتهما , وللرد نقول: ورد في الخروج 4:10 - 15 أن موسى قال للرب: أنا ثقيل الفم واللسان فقال الرب: من صنع للإنسان فماً، أو من يصنع أخرس أو أصم أو بصيراً أو أعمى؟ أما هو أنا الرب؟ فالآن اذهب, وأنا أكون مع فمك، وأعلّمك ما تتكلم به , فقال: اسمع أيها السيد، أرسِلْ بيد من ترسل! فحمي غضب الرب على موسى، وقال: أليس هرون اللاوي أخاك؟ إنه هو يتكلم، وأيضاً ها هو خارج لاستقبالك ,, وأنا الآن مع فمك ومع فمه , فموسى لم يرد التوجُّه الى فرعون لثقل لسانه، إقراراً بعجزه وتواضعاً منه، ولم يُحجم عن طاعة أمر ربه, وقد جاء اعتذار موسى في القرآن، ففي الشعراء 26:12 -15( قال رب إني أخاف أن يكذبوني ويضيق صدري ولا ينطلق لساني، فأَرْسل إلى هرون, ولهم عليَّ ذنب، فأخاف أن يقتلوني, قال: كلا فاذهبا بآياتنا، إنّا معكم مستمعون , ) هذا يدل على أنه لما أمر الله موسى، اعتذر عن التوجُّه بسبب العُقدة التي في لسانه، وبأنه قتل أحد المصريين، وطلب من الله أن يرسل إلى أخيه هرون بأن يبلغ الرسالة، فأخبره الله أنه سيكون معه، وأمره أن يتوجَّه مع أخيه هرون، وهي قصة مأخوذة من التوراة التي ذكرت أن الله غضب عليه، لأنه كان يجب طاعة الأمر حالًا وسريعاً، بدون اعتذار ولا إظهار عجز، لأن من يكون الله معه هو في غنى عن كل شيء, فإذا كان ضعيفاً وكان الله معه صار قوياً، وإذا كان جاهلًا أصبح حكيماً، وإذا كان ألكن أصبح فصيحاً, على أن القرآن نسب خطايا أخرى إلى موسى غير ما ذُكر، فنسب إليه: 1 - أنه قتل, في القصص 28:15 ، 16 (ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها فوجد فيها رجلين يقتتلان، هذا من شيعته وهذا من عدوه، فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه، فوكزه موسى فقضى عليه, قال هذا من عمل الشيطان إنه عدو مبين, قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي ,) فقتل المصري قتل عمد وعدوان، واعترف : هذا من عمل الشيطان وقال: إني ظلمت نفسي وقوله في الشعراء 26:20\: ( فعلتها إذاً وأنا من الضالين ,) وغاية ما اعتذر عنه المفسرون أن ذلك كان قبل النبوة (الكشاف في تفسير الشعراء 20), 2 - ورد في الشعراء 26:43 قال لهم موسى 'ألقوا ما أنتم ملقون`) , فقال علماء الإسلام إنه أذن لهم في السحر، وإظهاره حرام، فيكون إذنه أيضاً حراماً, وأجابوا عنه بعدة أجوبة منها أن السحر كان جائزاً، وهو جواب في غير محله, ومنها أنه أراد إظهار معجزته في عصاه وتلقفها لما أفكوه, 3 - ورد في الأعراف 7:150 ، 151 : ( ولما رجع موسى إلى قومه غضبان أسِفاً قال: بئسما خلفتموني من بعدي, أعجلتم أمر ربكم؟ وألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجرُّه إليه, قال: رب اغفر لي ولأخي , ) فموسى الذي كان مشهوراً بالوداعة والحِلم وقع في ضدهما, 4 - ورد في الكهف 18:71 ، 74 قول موسى للخضر فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة خرقها) (أي الخضر) قال: أخرقتها لتغرق أهلها؟ لقد جئت شيئاً إمراً ,,, لقد جئت شيئاً نكراً , مع أن فعل الخضر لم يكن منكراً لأنه كان بأمر من الله حسب دعواهم, وفي (عدد 75) قال: (ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبراً؟ ), قال البيضاوي في تفسيره لهذه الآيات: زاد فيه 'لك` مكافحة بالعتاب على رفض الوصية، ووسماً بقلة الثبات والصبر لما تكرر من الاشمئزاز والاستنكار، ولم يرعو بالتذكير أول مرة حتى زاد في الاستنكار ثاني مرة , لقد نسَب القرآن إلى سيدنا موسى القتل، وشدّ شعر رأس أخيه وجرّه كما يجر البهيمة، واستقباحه أمر الله، وعدم ثباته وعدم صبره وعدم ارعوائه بالتذكير، وطلبه من الله أن يرسل أخاه إلى فرعون, أما التوراة فلم تذكر سوى اعتذاره بثقل لسانه, ولا يُخفى أن خطيئة واحدة مما نُسب إليه تكفي لحرمانه من دخول أرض الموعد، فإن الله قدوس طاهر يعاقب على أقل خطية، فإن عدله وقداسته يستلزمان عقاب أصغر الخطايا، ما لم يُكفَّر عنها بالذبيحة, |
|
|
|
|
|
#7 |
|
Senior Member
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 388
|
Saif
الفصل الحادي عشر خطية داود قال المعترض الغير مؤمن : زعموا في حق داود أنه اقترن بزوجة أوريا الحثي وحمل منها بولد، وأهلك زوجها بالمكر كما في 2 صموئيل 11 , وأنذَرَه ناثان بموت ابنه، كما في 12:14 , وللرد نقول: تشهد نصوص التوراة بتقوى داود وبطهارة قلبه ومسامحته أعداءه, فقد وقع شاول ألدُّ أعدائه مرتين في يده وسامحه حتى شهد له عدوه بأنه أبرُّ منه, مع كل ذلك وقع داود في الخطية، فاشتهى امرأة أوريا وزنى بها، وعرَّض زوجها في ميدان القتال لسلاح العدو فقتله، فأرسل الله إليه النبي ناثان ليوبخه على هذا العمل الوخيم، وحكى له قصة نعجة الرجل الفقير، فغضب داود وقال لناثان: حي هو الرب، إنه يُقتل الرجل الفاعل ذلك، ويردّ النعجة أربعة أضعاف، لأنه فعل هذا الأمر، ولأنه لم يشفق , فقال ناثان لداود: أنت هو الرجل! قتلت أوريا الحثي بالسيف وأخذت امرأته! والآن لا يفارق السيف بيتك إلى الأبد، وهأنذا أقيم عليك الشر وآخذ نساءك أمام عينيك وأعطيهن لقريبك، فيضطجع مع نسائك في عين الشمس، لأنك أنت فعلت بالسر، وأنا أفعل هذا الأمر قدام جميع إسرائيل وقدام الشمس , فاستغفر داود عن ذنبه، فأخبره ناثان: الرب قد نقل عنك خطيئتك, لا تموت , وضرب الرب الولد الذي ولده فمات (2 صموئيل 12), وورد في سورة ص 38:21-25 : (وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب، إذ دخلوا على داود ففزع منهم، قالوا لا تخف, خصمان بغى بعضنا على بعض، فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط، وأهدنا إلى سواء الصراط, إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة، ولي نعجة واحدة، فقال أكفِلْنيها وعزَّني في الخطاب, قال: لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه، وإن كثيراً من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم, وظن داود أنما فتنَّاه، فاستغفر ربه وخرَّ راكعاً وأناب، فغفرنا له ذلك ) أقوال المسلمين في خطية داود: قال المفسرون: كان داود قد قسم الدهر ثلاثة أيام: يوم يقضي فيه بين الناس، ويوم يخلو فيه لعبادة ربه، ويوم يخلو فيه لنسائه, وكان له تسع وتسعون امرأة, وكان فيما يقرأ من الكتب أنه كان يجد فيه فضل إبراهيم وإسحاق ويعقوب، فلما وجد ذلك فيما يقرأ من الكتب قال: يا رب إن الخير كله قد ذهب به آبائي الذين كانوا قبلي، فأعطني مثل ما أعطيتهم، وافعل بي مثل ما فعلت بهم, فأوحى الله إليه: إن آباءك ابتلوا ببلايا لم تُبتل بها, ابتُلي إبراهيم بذبح ابنه، وابتُلي إسحاق بذهاب بصره، وابتُلي يعقوب بحزنه على يوسف، وإنك لم تُبتل من ذلك بشيء, قال: يا رب ابتلني بمثل ما ابتليتهم به، وأعطني مثل ما أعطيتهم, فأُوحي إليه: إنك مبتلي فاحترس, فمكث بعد ذلك ما شاء الله أن يمكث، إذ جاءه الشيطان قد تمثل في صورة حمامة من ذهب، حتى وقع عند رجليه وهو قائم يصلي، فمدَّ يده ليأخذه، فتنحَّى فتبعه، فتباعد حتى وقع في كوّة، فذهب ليأخذه، فطار من الكوّة، فنظر أين يقع، فيبعث في أثره, فأبصر امرأة تغتسل على سطح لها، من أجمل الناس خلقاً، فحانت منها التفاتة فأبصرته، فألقت شعرها فاستترت به، فزاده ذلك فيها رغبة، فسأل عنها، فأُخبر أن لها زوجاً، وأن زوجها غائب بمسلحة كذا وكذا, فبعث إلى صاحب المسلحة أن يبعث أهريا إلى عدو كذا وكذا, فبعثه، ففُتح له, وكتب إليه بذلك، فكتب إليه أيضاً: أن أبعثه إلى عدو كذا وكذا، أشد منهم بأساً, فبعثه ففُتح له أيضاً, فكتب إلى داود بذلك, فكتب إليه أن أبعثه عدو كذا وكذا، فبعثه فقُتل المرة الثالثة، وتزوج امرأته, فلما دخلت عليه لم تلبث عنده إلا يسيراً حتى بعث الله ملكين في صورة إنسيين، فطلبا أن يدخلا عليه، فوجداه في يوم عبادته، فمنعهما الحرس أن يدخلا، فتسوَّرا عليه المحراب، فما شعر وهو يصلي إذ هو بهما بين يديه جالسين، ففزع منهما، فقالا: لا تخف (إنما نحن) خصمان بغى بعضنا على بعض، فاحكم بيننا بالحق ولا تُشطط يقول: لا تخف واهدنا إلى سواء الصراط , إلى عدل القضاء, فقال: قُّصَا عليَّ قصتكما, فقال أحدهما: إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة، فهو يريد أن يأخذ نعجتي، فيكمل بها نعاجه مئة, فقال للآخر: ما تقول؟ فقال: إن لي تسعاً وتسعين نعجة ولأخي هذا نعجة واحدة، فأنا أريد أن آخذها منه، فأكمل بها نعاجي مئة, قال: وهو كاره؟ قال: وهو كاره؟ قال: إذاً لا ندعك وذاك, قال: ما أنت على ذلك بقادر, قال: فإن ذهبت تروم ذلك أو تريد، ضربنا منك هذا وهذا وهذا، وفسر أسباط طرف الأنف، وأصل الأنف والجبهة, قال: يا داود أنت أحق أن يُضرب منك هذا وهذا وهذا، حيث لك تسع وتسعون امرأة، ولم يكن لأهريا إلا واحدة، فلم تزل به تعرّضه للقتل حتى قتلته، وتزوجت امرأته, فنظر فلم ير شيئاً، فعرف ما قد وقع فيه، وما قد ابتُلي به، فخرَّ ساجداً يبكي أربعين يوماً لا يرفع رأسه (الطبري في تفسير سورة ص 21-25), وروى البغوي بإسناد الثعلبي عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله يقول إن داود النبي حين نظر الى المرأة أوصى صاحب البعث فقال:'إذا حضر العدو فقرِّب فلاناً بين يدي التابوت`, وكان التابوت في ذلك الزمان يُستنصر به، ومن قُدم بين يدي التابوت لم يرجع حتى يُقتل أو يُهزم عنه الجيش، فقُتل زوج المرأة (الكشاف في تفسير سورة ص 21-25). وقال الزمخشري أيضاً في تفسيره (الكشاف عند تفسير سورة ص): اتفق أن داود وقعت عينه إلى امرأة أوريا فأحبها، فسأله النزول له عنها فاستحى أن يرّده ففعل، فتزوجها وهي أم سليمان، فقيل له إنه مع عِظم منزلتك وكثرة نسائك لم يكن ينبغي لك أن تسأل رجلًا ليس له إلا إمرأة واحدة النزول عنها لك، بل كان الواجب مغالبة هواك وقهر نفسك والصبر على ما امتُحنت به , قال ابن عباس وغيره: ان داود لما دخل عليه المَلَكان فقضى على نفسه، تحوَّلا في صورتهما وعرجا وهما يقولان: قضى الرجل على نفسه, فعلم داود أنهما قصداه، فسجد، فمكث أربعين ليلة ساجداً حتى نبت الزرع من دموعه على رأسه، وأكلت الأرض من جبهته وهو يقول في سجوده:'رب، زلَّ داود زلة أبعد ما بين المشرق والمغرب, رب، إن لم ترحم ضعف داود ولم تغفر ذنبه جعلت ذنبه حديثاً في الخلق من بعده`, فجاءه جبريل من بعد أربعين ليلة فقال: 'يا داود، إن الله تعالى قد غفر لك الهمَّ الذي همَمْت به`, فقال:'قد عرفت أن الله عدل لا يميل، فكيف بفلان إذا جاء يوم القيامة فقال:'ربي دمي الذي عند داود؟`, فقال:جبريل:'ما سألتُ ربك عن ذلك، وإن شئتَ لأفعلن`, قال:'نعم`, فعرج جبريل، وسجد داود ما شاء الله تعالى, ثم نزل جبريل فقال:'سألتُ الله يا داود عن الذي أرسلتني فيه، فقال: قل لداود إن الله تعالى يجمعكما يوم القيامة، فيقول له: هَبْ لي دمك الذي عند داود، فيقول: هو لك يا رب, فيقول الله تعالى: فان لك في الجنة ما شئت ما اشتهيت عوضاً عن دمك` , ومع ما في هذه الأقوال من غرابة، إلا أنها تدل على وقوع داود في الخطايا, وقد تواترت هذه القصة في أيام الصحابة، واتخذها الأراذل مسوّغاً لشهواتهم، فزجرهم عليٌّ عن التحدث بها, ولم يكن زجره إنكاراً لحقيقتها بل لصرف الناس عن الاشتغال بالمثالب, وقال علي: مَنْ حدَّثكم بحديث داود على ما يرويه القصاص جلدتُه مائة وستين، وهي حد الفرية على الأنبياء , ورُوي أنه حدث عمر بن عبد العزيز وعنده رجل من أهل الحق فكذب المحدث به وقال: إن كانت القصة على ما في كتاب الله فما ينبغي أن يُلتمس خلافها، وأعظم بأن يُقال غير ذلك, وإن كانت على ما ذكرت وكفَّ الله عنها سَتْرًا على نبيه، فما ينبغي إظهارها عليه , فقال عمر: لسَمَاعي هذا الكلام أحب إليَّ مما طلعت عليه الشمس , وقالوا إن القصة التي أتت في القرآن جاءت على طريق التمثيل والتعريض دون التصريح، لكونها أبلغ في التوبيخ, ولكن هذه القصة مذكورة في التوراة ببساطة الحق, وأعرب داود عن توبته في المزمور الحادي والخمسين فاعترف بخطيئته وتاب وندم, قال المعترض الغير مؤمن : قال الشيخ السنوسي بعد أن أنكر قصة داود إن في كتب بني إسرائيل تخليطاً عظيماً لا يليق أن يُلتفت إليه , وللرد نقول: لقد أعمى التعصب الشيخ السنوسي فلم يذكر ما ورد في القرآن عن داود في التسعة وتسعين نعجة، وهو مأخوذ بالحرف الواحد من التوراة, فإنه لما سقط داود في الخطيئة أتاه النبي ناثان ووبخه، وضرب له هذا المثل كما تقدم, |
|
|
|
![]() |
|
|
![]() |
![]() |