![]() |
![]() |
|
|
|
|
#1 | |
|
Senior Member
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 388
|
بسم الله الرحمن الرحيم اقتباس:
إن قصة لوط عليه الصلاة والسلام في التوراة المحرفة تمثل منتهى الإسفاف والحقارة التي وصل إليها الأحبار الذين حرّفوا التوراة ولوثوا الأنبياء عليهم أفضل الصلاة والسلام .. وتبلغ هذه الحقارة والدناءة أقصى دركاتها حطة .. في قصة لوط رسول الله الذي تزعم التوراة المحرفة أنه زنى بابنتيه .. وأنجب من كل واحدة منها ولداً .. أحدهما يدعي بن عمون والآخر موآب .. وتزعم التوراة المحرفة أن ذلك حدث بعد أن أهلك الله قرى سدوم وعمورة نتيجة لفسادها .. ونجّا الله لوطاً مع ابنتيه .. فلما نجاهم من القوم الفاسقين .. التجأ لوط وابنتاه إلى مغارة في الجبل .. وهناك تقدمت الفتاتان وسقتا أباهما خمراً .. واضطجعت معه الكبرى في الليلة الأولى .. فلم يشعر باضطجاعها ولا بقيامها .. لأنه كان مخموراً لدرجة لا يميز فيها الأشياء . وفي الليلة التالية سكر أيضاً واضطجعت معه الصغرى .. ولم يشعر باضطجاعها ولا بقيامها .. وحبلت الفتاتان وأنجبت الكبرى موآب وهو أبو الموآبيين _ الذين عاشوا في منطقة الأردن _ وأنجبت الصغرى بن عمون .. وهو أبو بني عمون الذين عاشوا أيضاً في الأردن.. صورة حقيرة موغلة في البذاءة والشر .. أهذا هو المنطق ..؟ .. أهذا هو الطريق الحقيقي المؤدي إلى الجنة ؟؟!! رأوبين يزني بامرأة أبيه : " ثم رحلً إسرائيل ونصب خيمتهُ وراء مجدل عِدْرَ. وحدث إذ اسرائيل ساكناً في تلك الأرض أن رأوبين _ بكر يعقوب _ ذهب واضطجع مع ( بلهة ) سرية أبيه وسمع إسرائيل .. وكان بنو يعقوب اثني عشره . بنو ليتة رأوبين بكرُبعقوب وشمعون ولاوي ويهوذا ويساكرُ وزبولونُ . وابنا راحيل يُوسفُ وبنيامين . وابنا ( بلهة ) جارية راحيل دانُ ونفتالي . وابنا زلفة جارية ليئةَ جادُ وأشيرُ . هؤلاء بنو يعقوب الذين وُلدوُوا لهُ في فدان أرام . " ( التكوين 35 : 21 36 ) لم يعلن إسرائيل _يعقوب_ غضبه على هذه الفعلة الشنعاء بل سكت عليها وبارك ابنه البكر رأوبيين : " رأوبيين أنت بكري قوتي وأول قدرتي . فضل الرفعة وفضل العز ، فائراً كالماء لا تتفضّل لأنك صعدت على مضجع أبيك . حينئذ دنسته . على فارشي صَعِدَ " ( تكوين 49 : 3 – 5 ) يهوذا يزني بكنته ثمارا زوجة ابنه عير : قصة طويلة : يهوذا هو أحد الأسباط وأشجع أبناء يعقوب .... ( سفر التكوين 38 : 6 – 27 ) " .... ولما طال الزمان ماتت امرأة يهوذا فصعد يهوذا إلى جُزاز ... فأخبرت ثامارا وقيل لها هو ذا حموك صاعد .... تغطت ببرقع وتلففت وجلست في مدخل عينايم .. فنظرها يهوذا وحسبها زانية .... فمال إليها على الطريق وقال هاتي أدخل عليك . لأنه لم يعلم أنها كنته فقالت : ماذا تعطيني لكي تدخل علي؟ ... هل تعطيني رهناً حتى ترسله ؟ ... خاتمك وعصابتك وعصاك التي في يدك . فأعطاها ودخل عليها فحبلت منه ..ولما كان نحو ثلاثة أشهر أُخبر يهوذا وقيل قد زنت ثامارا كنتك .. .. فقال يهوذا أخرجوها فتحرق .. وقالت : حقق لمن الخاتم والعصابة والعصا هذه. فحققها يهوذا . وقال : (( هي أبرُّ مني )) لأني لم أعطها لشيلة ابني ." صورة بشعة ووقحة وقذرة ، تجمع أخلاق يهوذا من التظاهر بالدين ، حيث يطلب يهوذا المجرم الزاني أن تخرج ثامارا وتحرق لأنها زانية، فلما تحقق أنها حبلى نتيجة زناها قال : هي أبرُّ مني . ((( والأصح ))) أن يقول (( أنا أفجر منها وأفسق )) . فهو فاجر فاسق متظاهر بالدين حسب نصوص التوراة المحرفة التي ألزمكم بها ربكم يسوع . " زوال السماء والأرض أيسر من أن تسقط نقطة واحدة من الناموس " ( لوقا 16 : 17 ) . وولدت ثامارا من زناها بيهوذا توأمين : أحدهما فارص والآخر زارح هؤلاء التوأمين هم أجداد الرب يسوع )) . وتحدّر من فارص ولد الزنى داود كما يزعمون . أما سليمان بن داود فكان أيضاً حسب قولهم ابن زنى .. عندما قام داود _ حسب زعمهم _ (( بالاعتداء على حليلة جاره أوريا الحثّي )) وقائد جيشه {{ وأنجبت من زناها بداود }} حسب افترائهم سليمان . يقول متى : " كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود ابن إبراهيم . إبراهيم ولد اسحق . واسحق ولد يعقوب . ويعقوب ولد يهوذا واخوتهُ . ويهوذا ولد فارص وزارح من ثامار ( زانية ) وفارص ولد حَصْرون وحصْرون ولد ارام . وأرام ولد عمّيناداب. وعمّيناداب ولد نَحْشون . ونَحْشون ولد سلمون . وسَلْمون ولد بوعز من راحاب ( زانية سفر يوشع 6 : 17 ) . وبوعز ولد عوبيد من راعوث. وعوبيد ولد يَسََّى . ويَسَّى ولد داود الملك . وداود الملك ولد سليمان من التي لاوريََا ( زانية ) . وسليمان ولد رَجَعْام . ...... ومتَّان ولد يعقوب . ويعقوب ولد يوسف رجل مريم التي وُلدي منها يسوع الذي يُدْعَي المسيح .... " ( 1 – 17 ) . هؤلاء هم أجداد الله ( الرب يسوع ) .. وزوج أم الله ( الرب يسوع ) يوسف .. ينحدر من هذه السلسلة .. أهذا هو المنطق .. سبحان الله .. فأي نسب شريف هذا الذي تنسبونه للمسيح .. وأي تعظيم أو تشريف أو حتى تأليه تقصدونه .. فهل يعقل أن يكون أحد أجداد المسيح الذي تقدسونه زانياً ثلاثة منهما أولاد زنا من زانية . {{ ثم ترفعونه بعدها إلى مصاف الآلهة }} ؟! هل هذا من الدين والأخلاق والمنطق ؟! وهم ( كتبة الاناجيل ) بهذا يريدون فقط أن يقنعونا بأنه من نسب داود ، لأن في ذلك أهمية كبيرة .. وهي محاولة إثبات أنه ملك اليهود المنتظر ، الذي يجب أن يكون من صلب ونسب داود ، ليرث ملك أجداده .. فهل رأيتم تحريفاً أكثر من هذا .. إن هذا ليؤكد أن المسيح ليس من نسل داود .. وانه بشر .. وليس بإله .. وهذا الإله استغفر الله خالق الأرض والسماوات والملائكة والبشر والمجموعات الشمسية وكل شيء كما صوره كتبة الاناجيل .. ينزل من علياءه وعظمته ليدخل رحم امرأة هو خالقها ويعيش داخلها تسعة أشهر .. ويخرج هذا الإله من فرجها ملطخ بالدماء فاتحا فاه ليلقف ثديها ليشرب الحليب .. فتضمه هذه الأم المخلوقة إلى صدرها لتطعمه الحليب وتعطيه الحنان وتربيه وتعلمه .. ثم يختن هذا الإله وتقطع من عظوه الذكري قطعة صغير من اللحم ( غلفة الذكر ) على يد أحد خلقه .. وللحديث بقية .. أخوكم : الاثرم |
|
|
|
|
|
|
#2 |
|
Senior Member
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 388
|
ثم جاءت مداخلة من الأخ سيف .. وبدأ يكتب ويكتب .. ولم أقاطعه ..
saif أخي الأثرم مجاراة لك قي طريقتك في النقاش، أطرح بين يديك و أيدي كل الخراف الضالة من المسلمين هذا المبحث الذي فيه إن شاء الله شفاء لصدرك و رحمة. فاقرأ و تدبر القول عسى أن يجعل الله لك مخرجا و يثبتك و يهديك صراطا مستقيما، إنه كان على ذلك قديرا أخوك سيف الفصل الأول عصمة الوحي اعترض (صاحبنا) على التوراة لأنها ذكرت خطايا بعض الأنبياء, مع أن القرآن الذي يعوّل عليه المسلمون في العبادات والاعتقادات والمعاملات اقتبس من التوراة والإنجيل، وذكر أغلب خطايا الأنبياء تارة بالبيان الصريح وأخرى بالكناية والتلميح, وورد شيء من ذلك في الأحاديث (السُّنة), فلذا نورد اعتراضهما ثم نردُّ عليه من القرآن والحديث، لنجاوب بالأدلة المسلَّمة عنده التي يعتقد بصحتها, ونحن لا نعتقد بصحة المنقول عنه, ولكن لما كانت الغاية إقناع المسلم أوردنا له ما يعتبره الحكم الفصل, قال صاحب السيف الحميدي: ما نرى من نبي ذُكر في الكتب المقدسة من نوح إلى المسيح إلا ويكون فاسقاً أو كافراً أو كاذباً أو زانياً أو من أولاد الزنا, أعاذنا الله من أمثال هذه الاعتقادات الفاسدة في حق أنبياء الكرام , وقال: اني أتبرأ من اعتقادها بالقلب واللسان، واستغفر الله العظيم, وليس نقلها إلا كنقل كلمات الكفر، ونقل الكفر ليس بكفر , وللرد نقول: 1 - إن ادعاءه أن الكتاب المقدس نسب للأنبياء الكفر والفسق وغيرهما افتراء محض، فهم منزهون عن الكفر والكذب, إنهم معصومون عن كل عيب ونقص في إبلاغ ما أوحي إليهم, وكتاب الله ناطق بأن الروح القدس هو الذي كان يرشدهم إلى ما يقولون, ومع ذلك لا ننكر أنهم كانوا كسائر الناس في الأمور العادية، فكان يقع منهم الخطأ والسهو والنسيان, 2 - مما يدل على بطلان قوله، إن الكتاب المقدس ذكر أخنوخ و إيليا ويوسف الصديق ودانيال النبي وغيرهم، ولم ينسب إليهم أي خطأ, بل أن القرآن نسب إلى يوسف ما لم يفعله، فقال: ولقد همَّت به وهمَّ بها (يوسف 12:24) - أي قصدت مخالطته وقصد مخالطتها, والهمُّ بالشيء قصده والعزم عليه، ومنه الهمام وهو الذي إذا همَّ بشيء فعله, أما التوراة فقالت إنها لما طلبت مخالطته قال لها: كيف أفعل هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الله؟ (تكوين 39:9), فتأمل في العبارتين، وانظر أي الكتابين نسب إلى يوسف الخطية, وقد قال الإنجيل إن من اشتهى كان كمن اقترف ذات الفعل، والقرآن لم يقل إنه اشتهى فقط، بل عزم على الفعل, 3 - يقول الكتاب المقدس إن المسيح وحده هو القدوس المنزَّه عن النقص والعيب، حتى لم يجد أعداؤه فيه أدنى عِلَّة، فإنه كلمة الله الأزلي، الذي داس الشيطان بقوته وقدرته وقداسته, وقد ورد في آل عمران 3 : 36 إني سمَّيتها مريم، وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم وللبخاري عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله يقول: ما من بني آدم من مولود إلا نخسه الشيطان حين يُولد، فيستهلُّ صارخاً من نخسه إياه، إلا مريم وابنها ثم يقول أبو هريرة: اقرأوا إن شئتم: وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم (صحيح البخاري كتاب التفسير - باب سورة آل عمران), وعن أبي هريرة أيضاً: كل ابن آدم يطعنه الشيطان في جنبيه بإصبعيه حين يولد، غير عيسى بن مريم، ذهب ليطعن فطعن في الحجاب (أي لم يمسَّه بشيء)(مشكاة المصابيح تحقيق الألباني - حديث رقم 5723), فمن هنا يظهر عدم صحة القول إن الكتاب المقدس لم يذكر نبياً ولا غيره إلا نسب إليه الفسق, 4 - مع ذلك فقد ذكرت التوراة أن بعض الأنبياء اقترفوا الآثام، فانهم بشر، والنقص ملازم للإنسان مهما كانت درجته ومنزلته وتقواه، والله وحده هو المنفرد بالكمال, وأما الإنسان فهو محل النقص و النسيان، ولا يُستثنَى من هذا الحكم أحد، لا عالم ولا جاهل، ولا كبير ولا صغير، ولا أمير ولا مأمور ومن ذا الذي ما ساء قط, ومن له الحسنى فقط , ومع ذلك فقد عصم الله الأنبياء الذين اصطفاهم لتبليغ رسالته وإعلان مشيئته وإرادته، فحفظهم من الخطأ والنسيان، وهداهم بروحه إلى ما يجب أن يقولوه ويبلغوه, فهم معصومون من الخطأ في تبليغ الرسالة، ولكنهم غير معصومين في الأعمال العادية، دلالة على ضعف الطبيعة البشرية، وافتقار العالم قاطبة إلى فادٍ كريم يخلّصهم من الخطية ونتائجها فانه لما أخطأ آدم الذي خلقه الله في أحسن تقويم، وفي غاية القداسة والطهارة والفهم وسعة الإدراك، دخلت الخطية إلى العالم ببلاياها فأخطأت ذريته ولا عجب إذا أخطأ إبراهيم وموسى وداود وسليمان كما سنذكره, ولكن لما وقع أولئك الأفاضل في الخطايا اعترفوا بذنوبهم وصرحوا بتوبتهم واستغفارهم وبكائهم, 5 - توهَّم المعترض الغير مؤمن أن النبي ينبغي أن يكون معصوماً عن كل خطية، والحقيقة هي غير ذلك، فالنبي معصوم في تبليغ الأقوال الإلهية فقط، فلا يخطئ فيها مطلقاً, قال فخر الدين الرازي: اختلف الناس في عصمة الأنبياء, وضبط القول فيها يرجع إلى أربعة أقسام: أ - ما يقع في باب الاعتقاد، وهو اعتقاد الكفر والضلالة، فإن ذلك غير جائز عليهم, ب - ما يتعلق بالتبليغ، فقد أجمعت الأمة على كونهم معصومين عن الكذب، مواظبين على التبليغ والتحريض، وإلا ارتفع الوثوق بالأداء, واتفقوا على أن ذلك لا يجوز وقوعه منهم عمداً ولا سهواً, ومن الناس من جوّز ذلك سهواً، وقالوا: لأن الاحتراز عنه غير ممكن , ج - ما يتعلق بالفتيا، فأجمعوا على أنه لا يجوز خطأهم فيها على سبيل العمد، وأجازه بعضهم على سبيل السهو, د - ما يقع في أفعالهم, فقد اختلفت الأمة فيه على خمسة أقوال: * قول من جوّز عليهم الكبائر, * قول من منع من الكبائر وجوّز الصغائر على جهة العمد، وهو قول أكثر المعتزلة, * لا يجوز أن يأتوا بصغيرة ولا كبيرة البتة، بل على جهة التأويل وهو قول الجبائي, * لا يقع منهم الذنب إلا على جهة السهو والخطأ, * لا تقع منهم كبيرة ولا صغيرة، لا على سبيل العمد ولا على سبيل السهو، ولا على سبيل التأويل, وهو قول الشيعة, وغير ذلك من الاختلافات (عصمة الأنبياء - فخر الدين الرازي تقديم ومراجعة محمد حجازي), ومن جرد نفسه من الهوى جزم بجواز وقوعهم في الخطية كما هو نص القرآن والأحاديث، ولكنهم معصومون في تبليغ أقول الله، ولا يجوز أن يخطئوا فيها لا عمداً ولا سهواً، لأن الله هو الحافظ لهم في ذلك، وهو الناطق على ألسنتهم بروحه القدوس، وهم آلات في يده, |
|
|
|
|
|
#3 |
|
Senior Member
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 388
|
saif
الفصل الثاني خطية آدم ابتدأنا بذكر خطية آدم لأنها من الحقائق الجوهرية في الديانة المسيحية، فنقول إنه كان نائباً عن ذريته، فأخذ الله عليه العهد والميثاق، فنكثه بمعصيته، فاستوجبت ذريته القصاص لأنه كان نائباً عنهم, فلما نقض العهد، نقضت ذريته العهد أيضاً, ورد في القرآن ما يدل على أن آدم كان نائباً عن ذريته, جاء في الأعراف 7: 172 ، 173 وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم، ألستُ بربكم قالوا بلى، شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنّا كنا عن هذا غافلين، أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم، أفتهلكنا بما فعل المبطلون؟ , فقوله: أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم ولم يقل ظهر آدم لأن الله أخرج ذرية بعضهم من ظهر بعض، وهم كلهم بنو آدم وأُخرجوا من ظهره, رُوي عن ابن عباس من طرق مختلفة، أن محمداً قال: أخذ الله الميثاق من ظهر آدم بنعمان، يعني عرفه، فأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها، فنثرهم بين يديه كالذر، ثم كلمهم وقال: ألست بربكم؟ قالوا: بلى شهدنا أن يقولوا يوم القيامة إنّا كنا عن هذا غافلين , وعن ابن عباس قال: أول ما أهبط الله آدم إلى الأرض أهبطه بدهناء أرض الهند، فمسح ظهره فأخرج منه كل نسمة هو بارئها إلى يوم القيامة بنعمان الذي وراء عرفه، فكلمهم الله وأنطقهم، وأخذ منهم الميثاق أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً بعد أن ركَّب فيهم عقولًا وتكفَّل لهم بالأرزاق وكتب آجالهم ومصائبهم وغيرها، ثم أعادهم في صُلبه، فلن تقوم الساعة حتى يُولد كل من أُعطي الميثاق يومئذ ,وقال محمد: أُُخذوا من ظهره كما يُؤخذ بالمشط من الرأس، وأخذ عليهم العهد , والأحاديث كثيرة في ذلك (انظر الطبري في تفسير الأعراف 172), وقال الشيخ القزويني إنه استخرجهم من مسام شعرات ظهره, ومما يدل على أن ذريته أخطأت بخطيته، ما رُوي عن أبي هريرة، قال محمد: لما خلق الله سبحانه وتعالى آدم مسح ظهره، فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة، وجعل بين عيني كل انسان وبيصاً من نور، ثم عرضهم على آدم فقال:'أي رب ، من هؤلاء؟` قال:'هؤلاء ذريتك` فرأى رجلًا منهم فأعجبه وبيص ما بين عينيه فقال:'يا رب من هذا ؟` قال:'داود`, قال: 'رب كم جعلت عمره؟` قال:'ستين سنة` قال:'يا رب زده من عمري أربعين سنة` قال محمد:'فلما انقضى عمر آدم إلا أربعين، جاءه ملك الموت، فقال آدم: أولم يبق من عمري أربعون سنة؟ قال: أوَلم تعطها ابنك داود؟` فجحد آدم فجحدت ذريته، ونسي آدم فأكل من الشجرة فنسيت ذريته، وخطئ آدم فخطئت ذريته (اخرجه الترمذي وغيره)(ابن كثير في تفسير الأعراف 173 ، 174), وهذا الكلام لم يجئ في الكتاب المقدس، إلا أنه كاف في الدلالة على أن آدم كان نائباً عن ذريته، وأن الله أخذ عليه العهد, ولما أخطأ أخطأت ذريته نعم إن المعتزلة ذهبوا إلى غير ذلك، ولكن ردّ عليه الشيخ الشعراني فقال: إن المعتزلة زعموا أن معنى الآية المتقدمة هو أنه أخذ بعضهم من ظهر بعض بالتناسل في الدنيا إلى يوم القيامة، وأنه ليس هناك أخذ عهد ولا ميثاق حقيقة، وأن المراد بالعهد والميثاق هو إرسال الرسل, ولا يخفى ما في هذا المذهب من الخطأ, وكيف يصحّ للمعتزلة هذا القول؟ ومعظم الاعتقاد في إثبات الحشر والنشر مبنيّ على هذه المسألة, والذي يظهر لي أنهم أنكروا ذلك فراراً من غموض مسائل هذا البحث، فَرَضوا بالجهل عوضاً عن العلم, والحق أن الله أخذ عليهم العهد في ظهر آدم حقيقة، لأنه على كل شيء قدير , وقد كتب الشيخ محيي الدين ابن العربي مقالة على هذا الحديث (في الباب 305), فالمسلمون يعترفون بأن الله أخذ على آدم عهداً يسمّيه اليهود عهد الأعمال, لكن المسيحيين ينادون بعهدٍ جديدٍ هو عهد النعمة, ومن المؤسف ان المسلمين لا يعرفون عهد النعمة هذا، فذكروا الداء ولم يذكروا الدواء والخلاص، مع وجوده والمناداة به أما المسيحيون فيعرفون عهد الأعمال وعهد النعمة، الذي أوضحه الرسول بولس في رومية 5:18-20 فإذاً كما بخطية واحدة صار الحكم إلى جميع الناس للدينونة، هكذا ببر واحد صارت الهبة إلى جميع الناس لتبرير الحياة, لأنه كما بمعصية الإنسان الواحد جُعل الكثيرون خطاة، هكذا أيضاً بإطاعة الواحد سيُجعل الكثيرون أبراراً, وأما الناموس فدخل لكي تكثر الخطية, ولكن حيث كثُرت الخطية ازدادت النعمة جداً , فعهد النعمة هو تجسُّد المسيح، وحفظه للناموس، وتقديمه ذاته كفارة عن المؤمنين، وهي نعمة عظمى, كان آدم يعرف بعض المعرفة رحمة الله التي لم يكن ممكناً ظهورها بغير فداء المسيح، فلا شك أن خطيته أظهرت محبة الله في المسيح، وكانت السبب في هذا الخير العظيم, أما خطية آدم كما ورد في التوراة، فهي أن الله نهاه عن الأكل من شجرة معرفة الخير والشر، فخالف واستوجب الموت في جهنم، لأن كل نفس تخطئ موتاً تموت، لاستلزام عدل الله ذلك، فاقتبس القرآن هذا وصرح بسقوطه: (1) اقتبس القرآن فكرة التوراة عن سقوط آدم، فورد في طه 20 : 121 : وعصى آدم ربه فغوى قال المفسرون: عصى ربه بأكله من الشجرة ، وقال البيضاوي: فَضَلَّ عن المطلوب وخاب، حيث طلب الخُلد بأكل الشجرة، أو عن المأمور به، أو عن الرشد، حيث اغترَّ بقول العدو , وقرر علماء الإسلام إن العصيان من الكبائر بدليل قوله: ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم (الجن 72:23), وكلمة الغواية الواردة في الآية السابقة تؤكد ذلك، لأنها اتباع الشيطان، لقوله: إلا من اتبعك من الغاوين , فآدم استوجب الموت لعصيانه, (2) ورد في طه 20:122 قوله: فتاب عليه , ولا تكون التوبة إلا عن الذنب لأنها الندم على المعصية، والعزيمة على ترك العَوْد إليها, ومن المؤكد انه لا يمكن مغفرة خطيئة بدون سفك دم، فالتوبة وحدها لا تفي العدل الإلهي حقه, (3) مخالفته النهي عن الأكل من الشجرة وارتكاب المنهى عنه ذنب ورد في البقرة 35: ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين , (4) ورد في الاعراف 7:23 قالا: ربنا ظلمنا أنفسنا، وإنْ لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين (5) قوله في البقرة 36 فأزلَّهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه , وقد دافع علماء الاسلام عن آدم بقولهم إنه وقع في هذه المعصية قبل النبوّة قال محيي الدين ابن العربي: عصى من كان في ظهره من ذريته، الذين هم أهل الشقاء، لأن ظهره كان كالسفينة لسائر أولاده , والعبارات القرآنية ناطقة بأنه هو الذي عصى، ونُسبت معصيته الى ذريته أيضاً، لأنه كان نائباً عنهم وعلى كل حال فالنفس التي تخطئ موتاً تموت، وهو حكم إلهي وقالوا إن آدم لما أكل من الشجرة أسودَّ جسده، لأن المعصية أثرَّت فيه، فالسواد علامة المعاصي، حتى قالوا نزل الحجر الأسود من الجنة وهو أشد بياضاً من اللبن، فسوَّدته خطايا بني آدم ذكرت التوراة أن آدم سقط وخرج من الجنة لأكله من الشجرة التي نهاه الله عنها فقط، ولم تذكر له غير ذلك وبما أنه كان نائباً عن ذريته أخطأت ذريته بخطيته، ودخلت الخطية الى عالمنا هذا، لأنه إذا كان آدم الذي خلقه الله طاهراً خالف الأمر الالهي، فكم بالحري ذريته، فالجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله، فأتى الفادي ليخلِّص كل من يؤمن به (رومية 3:23), |
|
|
|
|
|
#4 |
|
Senior Member
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 388
|
saif
الفصل الثالث خطية نوح اعترض المعترض الغير مؤمن على وقوع نوح في السُّكر، واستشهد بما ورد في التكوين 9:18 - 27 : كان بنو نوح الذين خرجوا من الفلك ساماً وحاماً ويافث، وحام أبو كنعان هؤلاء الثلاثة هم بنو نوح، ومن هؤلاء تشعَّبت كل الأرض وابتدأ نوح يكون فلاحاً وغرس كرماً، وشرب من الخمر فسكر وتعرّى داخل خبائه، فأبصر حام أبو كنعان عورة أبيه، وأخبر أخويه خارجًا، فأخذ سام ويافث الرداء ووضعاه على كتفيهما ومشيا إلى الوراء وسترا عورة أبيهما ووجهاهما إلى الوراء، فلم يبصرا عورة أبيهما فلما استيقظ نوح من خمره علم بما فعل ابنه الأصغر، فقال:'ملعون كنعان عبد العبيد يكون لإخوته` شرب محمد للخمر: روى عبد الرحمن عن ابن عباس أن محمداً طاف وهو شاك على بعير ومعه محجن (والمحجن خشبة في طرفها اعوجاج مثل الصولجان) فلما مرَّ بالحجر استلمه بالمحجن، حتى اذا انقضى طوافه نزل فصلى ركعتين، ثم أتى السقاية فقال: اسقوني من هذا فقال له العباس: ألا نسقيك مما يُصنع في البيوت؟ قال: لا، ولكن اسقوني مما يشرب الناس فأتى بقدح من نبيذ فذاقه فقطب وقال: هلموا فصبُّوا فيه الماء ثم قال: زد فيه مرة أو مرتين أو ثلاثاً ، ثم قال: إذا صنع أحد بكم هذا فاصنعوا به هكذا , وروى يحيى بن اليماني عن ابن مسعود الأنصاري أن محمداً عطش وهو يطوف بالبيت، فأتى بنبيذ من السقاية فشمه، ثم دعا بذَنوب من ماء زمزم (أي دلو) فصبّ عليه ثم شربه، فقال له رجل: أحرام هذا يا رسول الله؟ فقال: لا , (العقد الفريد - ابن عبد ربه - باب احتجاج المحلين للنبيذ) وعن ابن عباس قال: قَدِم النبيُّ على راحلته وخلفه أسامة، فأتيناه بإناءٍ فيه نبيذ، فشرب وسقى فضلَه أسامة, وقال: أحسنتم وأجملتم، هكذا فاصنعوا قال ابن عباس: فنحن لا نريد أن نغيِّر ما أمَر به , (السيرة النبوية - ابن كثير ج4 وصحيح مسلم كتاب الحج, باب فضل السقاية), وذكر ابن عبد ربه في العقد الفريد أن الله حرم خمر العنب تعبّداً لا لعلة الإسكار، ولا لأنها رجس، ولو كان كذلك لما أحلَّها الله للأنبياء المتقدمين السالفين، ولا شربها نوح بعد خروجه من السفينة، ولا عيسى ليلة رُفع، ولا شربها أصحاب محمد في صدر الإسلام, ورووا أن سفيان الثوري كان يشرب النبيذ الصلب الذي تحمّر منه وجنتاه(العقد الفريد - ابن عبد ربه ج , فمن هذا ترى أن الخمر كانت جائزة، والتوراة والإنجيل يعلّمان أن شُرب الخمر جائز لكن السّكر بها هو الخطأ, خطايا نوح حسب القرآن: 1 - من الخطايا التي نسبها القرآن الى نوح أنه دعا على المشركين بأن يزيدهم الله ضلالًا, في سورة نوح 71:24 فقال: ولا تزد الظالمين إلا ضلالًا وفي الآية 26 قال نوح: رب لا تذَرْ على الأرض من الكافرين ديّارًا ، ثم قال: رب اغفر لي وقال المفسرون: إنه لما دعا على الكفار قال رب اغفر لي يعني ما صدر لي من ترك الأفضل أما في الإنجيل فورد في 2بط 2:5 أنه كان كارزاً للبر، فقام بوظيفته، ولم يقل إنه قصَّر في أداء الرسالة، ولا أنه أخذ يدعو على الناس بالإفناء, قال علماؤهم إنه ترك الأَوْلى والأفضل حيث استغفر ربه، وهذه الخطيئة أقبح من السُكر، ولا نعتقد بحصولها لعدم ورود شيء عنها في التوراة 2 - ومن الخطايا التي نسبها القرآن إلى نوح أيضاً طلبه من الله ما لا يجوز طلبه، فورد في هود 11: 45 - 47 ونادى نوح ربه، فقال:' ربي إن ابني من أهلي، وإن وعدك الحق وانت أحكم الحاكمين` قال:' يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح، فلا تسألني ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين` قال:' رب إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين قال المفسرون: المراد بابنه هنا كنعان، وكان كافراً وقالوا: إنه كان ابن زنا ليس من صُلب نوح فرموا امرأته بالزنا, وما يؤيد ذلك قوله: ضَرَبَ ا للَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا ا مْرَأَتَ نُوحٍ وا مْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَاِدنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا (التحريم 66:10), ولكن قال بعضهم: إنه ابنه وإن الله يُخرج الكافر من المؤمن والمؤمن من الكافر، ولا فرق في ذلك بين الأنبياء وغيرهم، فأخرج الله قابيل من صلب آدم وهو نبي، وكان قابيل كافراً وأخرج إبراهيم من صلب آزر وهو نبي, وكان آزر كافراً فكذلك أخرج كنعان وهو كافر من صلب نوح وهو نبي فهو المتصرف في خلقه كيف يشاء , فالقرآن يقول إن نوحاً سأل المحظور، فنهاه الله بقوله: فلا تسألني ما ليس لك به علم وقوله: إني أعظك بأن تكون من الجاهلين فيه زجر وتهديد، ثم أن طلب المغفرة والرحمة يدل على صدور الذنب منه, واستدل علماء المسلمين بذلك على عدم عصمة الأنبياء, فالحكاية المتقدمة كافية في الدلالة على وقوع نوح في الخطيئة, حام وكنعان: وقال: إن الذي نظر إلى عورة نوح هو حام أبو كنعان، والذي عوقب باللعنة ابنه كنعان، مع أن أخذ الابن بذنب أبيه خلاف العدل قال النبي حزقيال: النفس التي تخطئ هي تموت الابن لا يحمل إثم الأب، والأب لا يحمل إثم الابن بر البار عليه يكون، وشر الشرير عليه يكون (18:20), وللرد نقول: من تتبّع تاريخ كنعان رأى أنه أقبح من والده حام , فلعْنُ نوح لكنعان كان نبوّة من نوح, ثم إنّ لعن كنعان عقاب شديد لوالده حام لأنه لعَن ولده فلذة كبده, وكل والد في الدنيا يجعل كل عقله وفكره خير ابنه، ويتألم إذا حل به مكروه، ويتمنى أن يفديه بروحه, فلَعْنُ ولده عقاب شديد له، وهو أقسى من عقاب الوالد فقط, ثم أن كنعان استحسن عمل والده حام - ونوح نبي صالح، ما كان ليلعن حفيده لو لم يكن ذلك الحفيد مشتركاً مع أبيه في فعلته الشنعاء، خصوصاً ونحن نعلم منزلة الحفيد عند جدِّه, نعم كان كنعان شريراً, وقد وضع نوح كل شيء في محله، فلعن حاماً مرتكب الخطية، ولعن ابن حام الذي كان شريراً كوالده وموافقاً على عمله, وينقسم العقاب إلى قسمين: عقاب في الدنيا وعقاب في الآخرة، والأخطر هو عقاب الآخرة, فعقاب الدنيا هو ما يحل بالابن بسبب خطية والده، فإذا كان فاسقاً أو سكيراً أو لصاً تجرع أولاده وامرأته غُصص الفقر والضيق، وهو أمر طبيعي, مع أنه لا ذنب للابن في هذه الحالة غير انحراف والده فإذا فرضنا أن كنعان كان رجلًا صالحاً (وهو خلاف الحقيقة) فعقابه هو عقاب الدنيا، وهو لا ينافي أن الله سيجازي كل إنسان حسب عمله، خيراً كان أو شراً في الآخرة, وكثيراً ما يحل بالأمة كروب لانحراف ملكها، فيسلط الله على الملك العاصي من يخرب بلاده بسبب انحراف ملكها عن الصراط المستقيم, وصحيح أن القرآن يتفق مع ما جاء في حزقيال 18:20 ، غير ان به الكثير مما عابه المعترض الغير مؤمن على عقاب كنعان, الأبناء يُؤخذون بذنوب آبائهم: من العقائد الإسلامية المهمة أن الابن يؤخذ بذنب أبيه, ورد في الحديث: يا داود، أنا الله الودود, أنا الله ذو بكة، آخذ الأبناء بما فعله الجدود , وورد في الأنفال 8:25 : واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة يعني تتعدى إليكم جميعاً، وتصل إلى الصالح والطالح, وأراد بالفتنة الابتلاء والاختبار, وقال ابن عباس: أمر الله عز وجل المؤمنين أن لا يقرّوا المنكر بين أظهرهم فيعمّهم الله بالعذاب، فيصيب الظالم وغير الظالم , ومن الأحاديث: إن الله لا يعذب العامة بعمل الخاصة حتى يروا المنكر بين ظهرانيهم وهم قادرون على أن ينكروه فلا ينكرونه فإذا فعل ذلك عذب الله العامة والخاصة , وقال ابن الأثير في الأصول إن محمداً قال: إذا خلت الخطيئة في الأرض، كان مَن شهدها فأنكرها كمَن غاب عنها، ومن غاب عنها فرضيها كمَن شهدها , قال علماؤهم: فإن قلت ظاهر قوله 'واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ` يشمل الظالم وغير الظالم، فكيف يليق برحمة الله وكرمه أن يوصّل الفتنة إلى من لم يذنب؟ قلت: إنه تعالى مالك الملك وخالق الخلق، وهم عبيده وفي ملكه، يتصرف فيهم كيف يشاء، لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون، فيحسن منه على سبيل المالكية، أو لأنه تعالى علم اشتمال ذلك على أنواع من أنواع المصلحة , وقال ابن حزم: إن قوله: ليس للإنسان إلا ما سعى (النجم 53:39) نُسخت بقوله: والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان (الطور 52:21) فيجعل الولد الطفل يوم القيامة في ميزان أبيه، ويشفع الله الآباء في الأبناء والأبناء في الآباء , وجرت العادة أنه إذا اقترف الأب ذنباً نُسب إلى ابنه مع أنه لم يفعله حقيقة، لكنه كان يقتدي بأبيه، فإن من شابه أباه فما ظلم، كان كأنه فعل ذنبه, كان محمد يشنّع في يهود عصره ويتهمهم بأنهم عبدوا العجل، مع أن آباءهم هم الذين عبدوه، فقال: إن الذين اتخذوا العجل، سينالهم غضبٌ من ربهم وذلة في الحياة الدنيا (الأعراف 7:152), (القرطبي في تفسير البقرة 2:76), فقال علماء المسلمين: المراد بالذين اتخذوا العجل اليهود الذين كانوا في زمن محمد قال ابن عباس: هم الذين أدركوا النبي، وآباؤهم هم الذين عبدوا العجل , وقال عطية العوفي: سينال أولاد الذين عبدوا العجل وهم الذين كانوا على عهد محمد, وأراد بالغضب والذلة ما أصاب بني النضير وبني قريظة من القتل والجلاء , وعلى هذا القول ففي تقرير الآية وجهان: (1) تُعيِّر العرب الأبناء بقبائح أفعال الأباء كما تفعل ذلك في المناقب، فتقول للأبناء: فعلتم كذا وفعلتم كذا وإنما فعل ذلك من مضى من آبائهم, فكذلك هنا وُصف اليهود الذين كانوا على زمن محمد بأنهم اتخذوا العجل، وإن كان آباؤهم فعلوا ذلك, ثم حكم على اليهود الذين كانوا في زمنه بأنهم سينالهم غضب من ربهم في الآخرة وذِلة في الحياة الدنيا (2) أن تكون الآية من باب حذف المضاف، والمعنى أن الذين اتخذوا العجل وباشروا عبادته سينال أولادهم الغضب، ثم حُذف المضاف لدلالة الكلام عليه (الرازي في تفسير الأعراف 7:152), وعلى هذا القياس اقترف حام الخطيئة فلعن نوح كنعان ابن حام لأنه كان شريراً مثل والده, فالله العادل الحكيم العليم لا يظلم أحداً، بل وسيجازي كل إنسان حسب عمله خيراً كان أم شراً, لقد كان كنعان شريراً استوجب اللعنة, كنعان عبد لغيره: قال المعترض الغير مؤمن : وما سُمع أن كنعان ولا بنوه كانوا عبيداً ولا في وقت من الأوقات، بل كانوا سادة وملوكاً وجبابرة في فلسطين , وللرد نقول: التاريخ ناطق بأن كنعان صار عبداً لإخوته، كما هو واضح من تاريخ بني إسرائيل، فاستولى الإسرائيليون على بلادهم وأذلُّوهم، كما جاء في سفر يشوع, وقد فلق الله نهر الأردن لبني اسرائيل وأوقع أسوار أريحا وأذلَّ الكنعانيين, |
|
|
|
|
|
#5 |
|
Senior Member
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 388
|
saif
الفصل الرابع خطية ابراهيم قال المعترض الغير مؤمن : ورد في سفر التكوين12:10-20 أن إبراهيم لما دخل أرض مصر قال عن زوجته إنها أخته لأنه خاف أن يقتله المصريون بسببها، فطلب منها أن تقول إنها أخته ليكون له خير بسببها وتحيا نفسه من أجلها فأخبروا فرعون عنها فصنع إلى أبرام خيراً بسببها، وصار له غنم وبقر وحمير فضرب الرب فرعون وبيته ضربات عظيمة بسبب ساراي فاستدعى فرعون أبرام ووبخه على عمله، وأعطاه زوجته (إلى آخر ما هو مذكور في هذا الأصحاح), ولا يليق بخليل الله أبي الأنبياء وصفوة الأمناء أن يرضى بترك حريمه ويسلّمها للغير وللرد نقول: قول إبراهيم عن سارة إنها أخته قول صدق، لأنها أخته من أبيه فقط, وكان يجوز في تلك العصور القديمة الاقتران بغير الشقيقات, ولم تكن غايته اقتناء المواشي والأتن، كما ادَّعى المعترض الغير مؤمن ، بل كانت غايته النجاة من جور ملوك ذلك الزمان، لأنه قال: أخاف أن المصريين يقتلونني بسببك، فقولي إنك أختي فيستبقونني ولا يقتلونني , ولا ننكر أنه قال ذلك لضعف الطبيعة البشرية، فالله هو الكامل وحده، والنقص ملازم لكل إنسان مهما كان, أما الخير الذي حصل له فلم يكن مقصوداً بالذات، ولم تنسب إليه التوراة غير هذه الكذبة، وكذبة أخرى, ولكن تكلم الكتاب المقدس عن عظمة تقواه وقوة إيمانه، وقال إنه أبو المؤمنين وغير ذلك, أما القرآن فنسب إليه الكذب والشك وعبادة الأصنام, خطايا ابراهيم حسب القرآن: (1) ورد في الأنعام 6:77 أن إبراهيم قال عن الكواكب إنها ربه, فلما رأى القمر بازغًا قال: 'إنه ربي` فلما أفل قال:'إن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين` وفي عدد 78 قال: فلما رأى الشمس بازغة قال:'هذا ربي, هذا أكبر` , فإذا قال هذا عن اعتقاد كان شركاً، وإلا كان كذباً، فاعتذر عنه علماء الإسلام بقولهم إن ذلك صدر قبل تمام النظر في معرفة الله، إذ لا يتصور نبوَّة إلا بعد تمام ذلك النظر, واعتذروا بعذر آخر: أنه قال ذلك على سبيل الفرض، كأنه قال: لو كانت الكواكب أرباباً كما تزعمون، لزم أن يكون الرب متغيراً آفلًا، وهو باطل! ولكن عبارة القرآن ناطقة بوقوعه في عبادة الأصنام, (2) يقول القرآن إنه شك في قدرة الله, ففي البقرة 2:260 وإذ قال ابراهيم:'ربي أرني كيف تحيي الموتى` قال:'أولم تؤمن؟` قال:'بلى، ولكن ليطمئن قلبي` , قالوا: إنّ الشك في قدرة الله كفر , وورد في الحديث : نحن أوْلى بالشك من إبراهيم (ابن كثير في تفسير البقرة 2:260), (3) يقول القرآن إنه كذب, قال مفسروهم: لما كسر إبراهيم الأصنام دعاه نمرود الجبار وأشراف قومه قالوا:'أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم؟` قال: 'بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون` , وعن أبي هريرة أن رسول الله قال: لم يكذب إبراهيم إلا ثلاث كذبات اثنتين منهن في ذات الله قوله :'إني سقيم` وقوله:'فعله كبيرهم` وقوله لسارة:'هذه أختي` حين أراد الجبار القرب منها (رواه البخاري ومسلم وابن كثير في تفسير الصافات 89), 4 - ومن خطاياه ما ورد في الصافات 37:89 فنظر نظرة في النجوم فقال إني سقيم قال ابن عباس: كان قومه يتعاطون علم النجوم فعاملهم من حيث كانوا يتعاطون ويتعاملون به، لئلا ينكروا عليه أنه أراد أن يكايدهم في أصنامهم، ليلزمهم الحجة في أنها غير معبودة, وكان لهم من الغد عيد ومجمع، فكانوا يدخلون على أصنامهم ويقربون لهم القرابين، ويضعون بين أيديهم الطعام قبل خروجهم إلى عيدهم, وزعموا التبرك عليه فاذا انصرفوا من عيدهم أكلوه، فقالوا لإبراهيم: ألا تخرج معنا إلى عيدنا؟ فنظر في النجوم فقال: إني سقيم (أي مريض بالطاعون), وقال علماء الإسلام: النظر في علم النجوم حرام، وحكمه بأنه سقيم كذب, (الرازي في تفسير الصافات 37:89), فهذه الأقوال ناطقة بأنه كان يعبد الكواكب، وأنه شك في قدرة الله، وأنه كذب عدة مرات وأهل الكتاب لا يسلِّمون بشيء من ذلك غاية الأمر أنه كذب مرتين من خوفه ويعتقدون أنه أبو المؤمنين ويضرب المثل بإيمانه، فإنه آمن بالله إيماناً ثابتاً، وأطاع أوامره طاعة كاملة، ولم يعتقدوا أنه كان يعبد الكواكب، ولا أنه شك في قدرة الله، ولا أنه نظر في علم النجوم, |
|
|
|
|
|
#6 |
|
Senior Member
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 388
|
Saif الفصل الخامس خطية إسحق ويعقوب فاذا كان هذا حال خليل الله، أو كما قال المعترض الغير مؤمن أبو الأنبياء وصفوة الأمناء ، فلا عجب إذا وقع إسحق في ذات هذه الخطية، فلم يقو على التجربة لضعف الطبيعة البشرية كما قلنا ولم تُذكر هذه القصص إلا لتعلمنا وجوب التيقّظ، لأن إبليس عدونا كأسد يود افتراسنا, فإذا لم يحفظنا الله بنعمته ويرعانا بقوته نسقط في شر الخطايا سأل رجل الحسن: يا أبا سعيد، أينام إبليس؟ فأجابه: لو نام لوجدنا راحة، فلا خلاص للمؤمن منه إلا بتقوى الله تعالى , وقال في الإحياء قبيل بيان دواء الصبر: من غفل عن ذكر الله تعالى، ولو في لحظة، فليس له في تلك اللحظة قرين إلا الشيطان وقال محمد: جاهدوا أهواءكم كما تجاهدون أعداءكم بل أشد من الأعداء ولما سُئل: أي الجهاد أفضل؟ فقال: جهادك هواك وقال لبعض أصحابه: رجعتم من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر فجعل المجاهدة بالسيوف صغرى، فإن من ملك نفسه أعظم ممن يملك الحصون وورد أيضاً: أعدى أعدائك إليك نفسك التي بين جنبيك وهذه هي حالة الطبيعة البشرية، فلا عجب إذا وسوس الشيطان لإسحق وأغراه على الكذب كما فعل مع إبراهيم خليل الله ولا عجب أيضاً إذا استعان يعقوب بالمراوغة والخداع في نوال البركة من أبيه، وارتكن على الوسائط البشرية ولم يعتمد على الله وقد عاقبه الله بأن قيَّض له من خدعه، فإن الحصاد من جنس الزرع، فإن لابان غش يعقوب المرة بعد الأخرى وغاية الله هي أن يعلمنا أن نعتصم بالصدق في أقوالنا فانه أقوى لنا، وأن نهرب من الكذب في أفعالنا لأنه أفعى لنا جاء في القرآن: أعطى كل شيء خَلْقه ثم هدى (طه 20:50) وورد فيه أيضاً: ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبداً، ولكن الله يزكي من يشاء (النور 24:21), وعن جابر، قال رسول الله: لا يُدْخِلُ أحداً منكم عملُهُ الجنة ولا يُجيره من النار، ولا أنا إلا برحمة الله رواه مسلم, (مشكاة المصابيح تحقيق الألباني حديث رقم 237) وقد ظهرت هذه الرحمة في يسوع المسيح، فإن الله أحب العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية(يوحنا 3:16), قال المعترض الغير مؤمن : إن الله بارك يعقوب لأنه لم يميز بينه وبين أخيه، مثل عدم تمييز أبيه , وللرد نقول: إن الله اختار يعقوب وجعله مباركاً بدون واسطة والده ولا غيره, وقد ذكرنا أنه أخطأ لاعتماده على الوسائط البشرية وعدم اعتماده على الله, |
|
|
|
|
|
#7 |
|
Senior Member
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 388
|
Saif
الفصل السادس خطية لوط أنكر المعترض الغير مؤمن وقوع الخطأ من ابنتي لوط، لما أسكرتا أباهما واضطجعتا معه، ولم يعلم باضطجاعهما ولا بقيامهما، وقال: إنها دسيسة في الكتب السماوية, وطلب الاستفهام عن الغرض من ذكر هذه القصة وللرد نقول: لنوضح ظروف لوط وابنتيه: كان لوط في الجبل، فتوهمت ابنتاه أنه سينقطع نسلهما لأن الله أهلك سدوم وعمورة بأهلهما، ففعلتا ما فعلتاه فالسُّكر هو سبب هذا الشر الفظيع، والرب أراد أن ينفرنا منه بالأمثلة التي تقشعر منها الأبدان والمعروف أنه إذا سكر الإنسان تاه عن الصواب، وكان والمجنون واحداً, قال أبو حنيفة: حدّ السُّكر أن يصير الإنسان لا يعرف السماء من الأرض، ولا الطول من العرض، ولا المرأة من الرجل , فلا عجب إذا لم يدر لوط بما فعله في حالة سكره لأنه لم يشعر بعمله ولا بشرِّه, 1 - ولقد أوقع السُّكر الصحابة في الكفر، وفي ضرب بعضهم بعضاً، فقد كانت الخمر جائزة أولًا يشربها أصحاب محمد في صدر الإسلام، فورد في البقرة 219 : يسألونك عن الخمر والميسر وقال المفسرون: نزلت هذه العبارة في عمر بن الخطاب ومعاذ بن جبل وجماعة من الأنصار أتوا محمداً فقالوا: يا رسول الله أفتنا في الخمر والميسر، فإنهما مَذْهبة للعقل مسلبَةً للمال, فنزلت هذه العبارة (الكشاف في تفسير البقرة 219), وقالوا إن أصل الخمر في اللغة الستر والتغطية، وسُمّيت الخمر لأنها تخامر العقل أي تخالطه، وقيل لأنها تستره وتغطيه وجملة القول إن المسلمين كانوا يشربونها في أول الإسلام وهي حلال لهم وصنع عبد الرحمن بن عوف طعاماً ودعى إليه ناساً من أصحاب محمد، فأطعمهم وسقاهم الخمر وحضرت صلاة المغرب فقدموا علي بن أبي طالب ليصلي لهم، فقرأ: قل يا أيها الكافرون أعبد ما تعبدون بحذف حرف لا , فكان ذلك سبباً في نزول: يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون فحرم محمد السُّكر في أوقات الصلوات, فكان الرجل يشربها بعد صلاة العِشاء فيُصبح وقد زال سكره، فيصلي الصبح, ويشربها بعد صلاة الصبح ، فيصحو وقت صلاة الظهر (الكشاف في تفسير البقرة 219 وأسباب النزول للسيوطي سبب نزول النساء 4:34), 2 - مما يدل على أن السكر كان السبب في كفاحهم ووقوع البغضاء بينهم، هو أن عتبان بن مالك أَقام وليمة ودعا رجالًا من المسلمين وفيهم سعد بن أبي وقاص، وكان قد شوى لهم رأس بعير، فأكلوا وشربوا الخمر حتى أخذت منهم، فافتخروا عند ذلك وانتسبوا وتناشدوا الأشعار، فأنشد سعد قصيدة فيها فخر قومه وهجاء الأنصار, فأخذ رجل من الأنصار لحْيَ البعير فضرب به رأس سعد فشجَّه, فانطلق سعد إلى النبي وشكى إليه الأنصاري، فقال عمر: اللهم بيِّن لنا في الخمر بياناً شافياً ويُروى أيضاً أن حمزة بن عبد المطلب شرب الخمر يوماً وخرج فلقى رجلًا من الأنصار وبيده ناضح له، والأنصاري يتمثل ببيتين لكعب بن مالك يمدح قومه وهما: جمعنا مع الإيواء نصراً وهجرة فلم يُر حيٌّ مثلنا في العشائر فأحياؤنا من خير أحياء من مضى وأمواتنا من خيرِ أهلِ المقابر فقال حمزة: أولئك المهاجرون وقال الأنصاري: بل نحن الأنصار فتنازعا، فجرد حمزة سيفه وعدا على الأنصاري، فهرب الأنصاري وترك ناضحه فقطعه حمزة, فجاءه الأنصاري مستعدياً إلى محمد، فأخبره بفعل حمزة، فغرم له محمد ناضحاً فقال عمر: بيِّن لنا في الخمر بياناً شافياً فنزلت: يا أيها الذين آمنوا، إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة (المائدة 5:90 ، 91), ورووا أن قبيلتين من قبائل الأنصار شربوا حتى ثملوا وعبث بعضهم ببعض، فلما صحوا جعل الرجل يرى الأثر بوجهه ولحيته فيقول: فعل بي هذا فلان أخي , وكانوا إخوة ليست في قلوبهم ضغائن، فكان ذلك سبب تحريمها (الطبري في تفسير المائدة 90), 3 - حرمت التوراة السُّكر بالخمر من أول الأمر, قال سليمان الحكيم : لمن الويل، لمن الشقاوة، لمن المخاصمات، لمن الكرب، لمن الجروح بلا سبب، لمن ازمهرار العينين؟ للذين يدمنون الخمر، الذين يدخلون في طلب الشراب الممزوج, لا تنظر إلى الخمر إذا احمرَّت، حين تظهر حُبابها في الكأس وساغت مرقرقة, في الآخر تلسع كالحية وتلدغ كالأفعوان, عيناك تنظران الأجنبيات، وقلبك ينطق بأمور ملتوية، وتكون كمضطجع في قلب البحر، أو كمضطجع على رأس سارية, يقول: ضربوني ولم أتوجع، لقد لكأوني ولم أعرف! (الأمثال 23:29-35), 4 - فاذا وقع لوط في أقبح الخطايا، كان ذلك نتيجة السُّكر, على أن الأعمال بالنيات, والكتاب المقدس ناطق بأنه لم يدر بما فعل، والسكران يؤاخذ على سكره ولا يؤاخذ على ما يقترفه وهو سكران، فإن التكليف يسقط عنه, فالسكران لا يدري ما فعل، ولكن إذا استفاق وجب عليه التوبة ولوط فعل ما فعله وهو لا يدري، ولما استفاق تاب وندم، وشهد له الكتاب المقدس بأنه كان باراً تقياً والمؤمن إذا وقع في خطيئة لا يهدأ باله إلا إذا تخلَّص منها، فخطيئته تكون مثل غبار أو قذى في عينه لا يرتاح إلا إذا خرج منها، بخلاف الشرير الذي يجد ارتياحاً ولذة في فجوره مثل قوم لوط، فلما أنذرهم المرة بعد الأخرى لم يكترثوا بنصيحته، ولم تؤثر فيهم مواعظه، فعاقبهم الله، وحافظ على هذا البار, وعلَّمنا بهذا المثال الامتناع عن السكر فانه يجرّس وينجس ويفلس ويوقع في الإشراك والهلاك, 5 - وقد نسب القرآن إلى لوطٍ عدم الاعتماد على الله، فقال إنه لما أتت الملائكة لوطاً بصورة رجال جمال الصورة، أراد قومه التعرُّض لهم، فقدم لهم بناته فلم يرضوا، فقال في عدد 80: لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد (هود 11:80), وجواب لو محذوف، أي لقاتلتكم عن أبي هريرة قال رسول الله : يرحم الله لوطاً كان يأوي إلى ركن شديد يعني أن الركن الشديد هو الله، فنسبوا إليه عدم الاعتماد على الله (ابن كثير في تفسير هود 80), |
|
|
|
![]() |
|
|
![]() |
![]() |