![]() |
![]() |
|
![]() |
#1 |
Senior Member
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 386
|
![]()
بل أبدَّ وعلْته سحابة دكناء
إن كلمته التي قالها قبل قليل عن الإسلام قد ملأت نفسي بالأسى والوحشة والحزن العميق ... ألم يقل في لحظة انفعال : " ما أهمية الإسلام لنا في هذا الزمان ؟ " .. يا له من سؤال خطير .. يا للحسرة .. ليس الفتى من أدغال أفريقيا .. ولا من أطراف بلاد الإسلام .. نشأ في أسرةٍ مسلمة محافظة .. يا ترى من أين جاءته هذه اللَّوثة المدمِّرة .. إني لأرجو أن يكون انفعاله وغضبه هو الدافع لقول تلك الكلمة .. أرجو ألا يكون لها جذور في عقله .. .. قال بصوتِ واهن : أصدقك القول .. نعم عندي شك في الإسلام !!! أصابني هدوء المفاجأة .. أو بَهْتًةُ الموقف .. نعم .. هكذا ينطلق بها لسانك يا عبدالله .. بكل سهولةٍ .. دون تردُّد ؟! كان صوتي خافتاً .. وكانت عباراتي محمَّلةً بقدر كبير من الحزن والشفقة على هذا الفتى المخدوع .. لقد احسّ الفتى بذلك .. ولهذا بادرني قائلاً : أرجو ألاَّ تغضب منّي إني أصارحك .. لا أستطيع أن أكذب عليك . قلت له .. من اين جاءك هذا الشك ؟ سكت قليلاً ثم قال .. من مناقشاتي مع بعض المثقفين .. ومن قراءتي لكتب دلَّني عليها بعض أساتذتي وأصدقائي .. لقد نشأت في ذهني أسئلةٌ كثيرة من خلال تلك المناقشات والقراءات عن الكون والعلم والدين والعقل .. إن الغرب يتطوّر بشكل مذهل مع أنه لا دين له .. ولا يعرف بالإسلام .. أما عالمنا الإسلامي فهو يعيش حالة التخلُّف والذلَّ ما فائدة الإسلام إذن ؟! قلت له .. يا عبدالله .. هل يُطبَّق الإسلام في عالمنا الإسلامي تطبيقاً صحيحاً .. هل يتصل عالمنا الإسلامي بالله اتصالاً حقيقياً ؟ توقف قليلاُ ثم قال : كلا . قلت : فما ذنب الإسلام إذنْ .. ولماذا نستقرىء القضية هذا الاستقراء الناقص .. ولماذا لا نفتح آفاق التفكير الصحيح في هذا الموضوع ؟ .. أنت يا عبدالله تعاني من مشكلةِ إلغاء عقلك .. والتفكير بعقول الآخرين . بدا على وجهه أثرٌ لاضطراب كبير .. وصراع نفسي خطير .. قلت له : هل يمكن أن أعرف أسماء بعض من تقرأ لهم ؟ ويا للهول .. لقد ذكر لي عدداً من الأسماء .. كل اسم منها كفيل بتدمير أمةٍ بكاملها .. إنها أسماءٌ لامعة لقراصنة الفكر والأدب في عالمنا الإسلامي .. أدونيس .. .. إن عقل عبدالله لقاصرٌ حقاً عن مواجهة الأوهام والشبه والشكوك التي تثيرها أقلام هؤلاء . وسألته سؤالاً حاداً صارخاً : من الذي دلّك على هذه الأسماء يا عبدالله ؟! وبعد صمت ليس بالقصير قال لي .. ليس مهماً أن أذكر أسماء من دلَّني .. المهم إنني مستعد للمناقشة . قلت له : قبل المناقشة لابد من التوازن ... قال .. ماذا تعني بالتوازن ؟ قلت : أن تقرأ بعض الكتب التي تمثل الاتجاه الآخر .. والتي تشرح جوانب هذه القضية .. وتبيّن بعلمية واستقصاء خطأ الأفكار التي يطرحها " العلمانيون " والمتسكّعون في درب التفكر والمنحرف . وافترقنا على أن نلتقي في اليوم التالي لأعطيه بعض الكتب . التعديل الأخير تم بواسطة AL-ATHRAM ; 05-08-2018 الساعة 09:45 PM |
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
Senior Member
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 386
|
![]()
ولقد كانت تلك الليلة مثقلةً بالهموم والتفكير .. والتساؤلات .. يا تُرى إلى متى تظلُّ هذه الأقلام الحاقدة الملحدة تكتب عن الإسلام ؟
مَنْ الذي يحمي شباب الإسلام نساءً ورجالاً من ضلالات المضلّين ؟ ... إنَ بذر بذرة الشك في نفوس شباب الإسلام من اخطر وسائل تدمير الأمة .. ثم أين الأسرة المسلمة التي تتابع أبناءها بأسلوب تربوي ناجح .. أين أبو عبدالله هذا وأقاربه .. أين أهل الخير ورجال الصحوة عن أمثاله ؟ بل أين إحساس بعض الأساتذة الذين يشحنون عقول الطلاب بمثل هذه التُرََهات ؟ أين إحساس القائمين على بعض الصحف والمجلات .. الذين يروّجون لأفكار أولئك المنحرفين ونصوصهم البعيدة عن جادَّة الإسلام ؟ يا لها من أسئلة مؤلمة .. ويا له من جرحٍ عميق !! .. وفي اليوم التالي جاءني عبدالله قبل الموعد المحدّد .. وحمدت الله كثيراً .. إن ّ هذا دليل على انشراح صدره واستعداده لسماع الرأي الآخر . قال لي .. إني أعتذر إليك حقاً .. لقد استعرضت البارحة ما جرى لي معك في أوّل لقاءنا فشعرت إنني أسأت إليك . .. قلت له : لا تضخّم الأمر إني سعيد بمعرفتك . وأعطيته بعض الكتب منها .. الصراع بين الفكرة الإسلامية والفكرة الغربية في الأقطار الإسلامية و كتاب العرب والإسلام .. وغيرها . قلت له .. هذه مكتبة صغيرة اهديها إليك .. لا أطالبك بقراءتها كلَّها .. لكني اقترح عليك بعضها .. وأعطيك مهلة شهرين نلتقي بعدها للمناقشة . قال لي متحمساً .. بل يكفيني شهر واحد .. أنا مدمن قراءة .. أقراً في اليوم ما لا يقل عن عشر ساعات .. وقبل أن ينصرف قلت له .. هل لي أن أقترح عليك اقتراحاً آخر . قال نعم .. أنا مستعد للتنفيذ . قلت له مبتسماً .. هكذا مستعد للتنفيذ مباشرةً حتى لو كان الاقتراح لا يعجبك ! .. ابتسم وقال : نعم .. قلت له يا عبدالله أنت مسلم .. إن إسلامك نعمة كبيرة من الله عليك ومن حق الله علي عبده المسلم أن يطيعه .. إن في الأرض ملايين الحيارى التائهين يبحثون عن حقيقة (( روحية )) تريحهم من ظلمات الإلحاد والضلال والشك .. إن الإسلام هو طريق النجاة .. فكيف ندعو الناس إليه إذا كنا ..نحن _ أهله _ متشككين فيه ؟! يا عبدالله .. اقترح عليك أن تبدأ بخطوةٍ في الطريق .. أن تؤدي الصلاة التي فرضها الله عليك .. أنت صاحب إرادة .. ومثلك قادر على التنفيذ ... تأكد أن الصلاة ستنقلك نقلةً كبيرة إلى عوالم مضيئة من الراحة واليقين .. وستفتح آفاق ذهنك لفهم المعاني التي تتضمّنها الكتب الهداة إليك . وجلس عبدالله على المقعد بعد أن كان واقفاً .. |
![]() |
![]() |
![]() ![]() |
|
|
![]() |
![]() |