عرض مشاركة واحدة
قديم 09-05-2024, 10:21 PM   #117
AL-ATHRAM
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 381
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

الجزء العاشر :

اقتباس:
لنرى الحقيقة في الكتاب المقدس هل هي فعلا عذارء أم والعياذ بالله ........... وبعدها سنرى القرآن الكريم كيف يقص علينا قصة العذراء .. ونقارن بينهما .. بالعقل .. تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً

وكانت هذه إفاقة لزكريا وهو واقف في محراب مريم.. وأول ما رآه من طلاقة قدرة الله التي جعلته بعد ذلك لا يشك في مريم أبداً إذا وجد عندها أشياء عجيبة .. بل يعلم أن طلاقة القدرة تستطيع أن تعطي بلا أسباب .. بدليل أنها أعطت زكريا الولد بلا أسباب ..

وكان هذا من الله سبحانه وتعالى تطيراً لمريم من أي شك يمكن أن يقع في أي نفس بشرية .. ذلك أن المعجزة التي تمت مع زكريا وفي المحراب عند مريم .. جعلته يعرف يقيناً أن الله يرزق من يشاء بغير حساب .. ولا يتساءل هو أو غيره عما يكون عند مريم من رزق يهبه الله لها .



ويمضي القرآن الكريم ليروي قصة مريم :


" وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ {42} يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ {43} "

هنا نزلت الملائكة إلى مريم لتنبئها أن الله قد اصطفاها وطهرها ثم اصطفاها على نساء العالمين .. الاصطفاء الأول هو بالعيش مع طلاقة قدرة الله سبحانه وتعالى .. والله تقبل مريم عن د ولادتها كنذر لله .. ثم اصطفاها بأن جعلها دون خلقه تعيش دائما مع طلاقة القدرة استعداداً لما سيحدث من ولادة المسيح عليه السلام ثم طهرها بعد ذلك بأن منع عنها الشياطين وجعلها تتطهر بالعبادة الدائمة له والركوع والسجود لله سبحانه وتعالى ..


ثم حدث الاصطفاء الثاني .. وهو اختيارها دون نساء العالمين كلهن .. أن تضع مولوداً دون أن يمسها رجل .. وكان الاصطفاء الثاني هو اصطفاء لمريم بالذات .. ولذلك نلاحظ في القرآن الكريم أنه حين تأتي أنباء المعجزات والقصص الإيمانية لا يذكر الله سبحانه وتعالى الاسم كاملاً ..

لماذا ؟ ..

لأن هذه لمحات إيمانية مقصود أن يقتدي بها الناس ... ولو أنهم ذكروا بأسمائهم كاملة . لكانت هذه المعجزات خاصة بهم لا تتكرر لغيرهم ..

إلا مريم .. فكلما ذكرت في القرآن .. قال الله سبحانه وتعالى مريم ابنة عمران ... لأن معجزة الميلاد من أنثى بلا ذكر لن تتكرر بالنسبة لنساء العالمين كلهن إلى يوم القيامة .. فهذا اصطفاء لمريم أو اختيار لها لهذه المعجزة دون نساء العالمين



ويلاحظ هنا أن الله سبحانه وتعالى لم يستخدم لفظ نساء الأرض .. ولكنه استخدم لفظ نساء العالمين .. أي نساء الإنس والجن وكل مخلوقات الله .. لن توجد أنثى يتكرر لها ما حدث لمريم ممن اصطفاء الله سبحانه وتعالى به وهي معجزة الميلاد من انثى بدون ذكر


تم الاصطفاء الأول .. ثم بعد ذلك قضت مريم سنوات في العبادة حتى تطهرت .. والتقت بطلاقة القدرة وألفتها فأصبح الله يرزقها بغير حساب ويطهرها ويحفظها من شياطين الإنس والجن .. ثم جاء الاختيار الثاني ونزلت الملائكة على مريم لتقول لها :


" إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ .. {45} ".


كانت هذه أول بشارة لمريم ومحاولة لإعدادها لما سيتم من ولادة عيسى بن مريم عليه السلام ..




وللحديث بقية ...


اخوكم / الاثرم

AL-ATHRAM غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس