08-07-2022, 10:08 PM
|
#94
|
Senior Member
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 376
|
بسم الله الرحمن الرحيم
اقتباس:
qassam
الكتاب المقدس يذكر هذه القصه ليرينا تأثير الخمر على الأنسان وعقله وكيانه البشري فتحت تاثير الخمر لم يعلم لوط انه اضطجع مع بناته في المرتين تكوين 19
عدد 33 وعدد 35
|
اقتباس:
الاثرم ..
**** وولدت ثامارا من زناها بيهوذا توأمين : أحدهما فارص والآخر زارح هؤلاء التوأمين (( هم أجداد الرب يسوع ))
|
اخ qassam ... سأرد عليك وعلى اخينا Saif ... وبعدها سأكمل موضوعي الاساسي .. سأكتب لك قصة المدينة الغريبة .. واتمنى ان تفهم ما اقصده ..
ما هي هذه المدينة الغريبة ؟
المدينة الغريبة .. مدينة كانت فيها قوانين غريبة جداً .. كانوا يختارون رئيسهم ويعلمونه بعد تقريباُ خمس سنوات يطردونه من أسوار البلد .. كانت كل أسباب الحياة داخل أسوار البلد ... خارج البلد هناك الوحوش الضارية والآفات القاتلة ولا توجد قطرة ماء ... صحراء قاحلة ..
مات أو طُرد الرئيس وأرادوا أن يختارون رئيساً آخر لهم .. القوانين يعرفها الناس كلهم .. يعرفون ان كل رئيس يختار سوف يبقى مدة محددة خمس أو ست سنوات ثم يطرد .. تآكله السباع أو يموت جوعاً أو عطشاً .. ولا يفتح الباب إلا في موعد طرد هذا الرئيس ...
وأعلن المسئول عن اختيار الرئيس أو الجهة المسئولة عن فتح الباب لمن يريد أن يرشح نفسه ... لم يتقدم أحد .. لأنهم يعلمون ما وراء ذلك .. وبعد فترة تقدم شاب وقال : أنا أريد أن أنال هذا المنصب ...
قالوا أَوَ تعلم ماذا سيحدث لك بعد ذلك ؟! .. قال نعم .. وأنت مستعد لذلك .. قال نعم ... تقلد الأمر .. وقامت الاحتفالات بهذه المناسبة ..
ثم في أول يوم من أيامه اتفق مع عدد كبير من المزارعين دون أن يعلم أحد ... واتفق معهم أنهم إذا حلَّ الظلام فتحوا أسوار الحصن أو البلد .. فيخرجون خارج البلد ويشقون الترعْ ويسحبون قنوات للماء من داخل البلد إلى خارجها ، ويزرعون ما طاب من الثمار والأشجار حتى انتهت مدة حكمه ...
جاءت له اللجنة وقالت له أنت ستكون آخر أيامك غداً وسوف تطرد من المكان ... تعجبوا عندما رأوه يضحك ويبتسم !!
لم يبدوا عليه أي اضطراب ، وأي خوف ، وأي جزع .. بل قابل الأمر برحابة صدر وبابتسامة عريضة ... ما كان يحدث لهم هذا الأمر من قبل .. عندما يبلغون من يرأسهم بمغادرة البلد كان يبكي ويضطرب .. لأنه يعلم أنه سيموت ..وفي اليوم .. وفي الساعة المحددة يطرده أصطف الجيش والناس يرون هذه المناسبة العجيبة ...
ففتحوا أسوار البلد وإذا بالجنان خارج البلد والزروعات والمياه .. حتى أصبح خارج البلد أجمل من داخلها ..
ما الذي حدث ؟! .
. ما الذي جرى ؟!
فأخبرهم بما جرى .. فقالوا ما دُمت على هذا القدر من الذكاء والعقل والحكمة .. فإنا تختارك أن تكون رئيساً لنا للأبد .. وافق الجميع واتخذوه رئيساً لهم ..
قد يتساءل من يقرأ هذه القصة .. بأن هذه ليست من الواقع .. نقول له بل هذا هو الواقع .. هذه قصتنا جميعاً كبشر نحن في مملكة واحدة تسمى الأرض .. وخُلقنا لأجل غاية واضحة ..
يقول الله سبحانه وتعالى :
" وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق ولا أن يطعمون "
حدد لنا الهدف من خلقنا .. وأخبرنا بأن وجودنا في هذه الأرض لمدة محددة .. تختلف من واحد لآخر .. ولكننا لابد أن نغادر هذه الأرض يوماً من الأيام .. ومن مات قامت قيامته .. خلاص لا رجعة إلى الدنيا أبداً .. ولو أرجع الله أحداً .. لأرجع الأنبياء والرسل ومن يحب ..
ولكنه قضى أنه لا يرجع أحد إلى الدنيا ..
" حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ."
إذن هذه المملكة الأرض وكل منا له مدة محددة .. وانقسم الناس أمام هذا الأمر منهم أو الأغلب ...
معظم الناس كانوا مثل أُولئك الرؤساء الذين كانوا يعينونهم ثم لا يدركون .. أو ينسون مصيرهم فلا يستعدون لهذه النهاية فيموتون .. تأكلهم وتفترسهم السباع خارج البلد ... وقليل من الناس من أدرك مثل هذا الذكي .. أدرك أن مدته محدودة ، واستشعر هذا الأمر وأعد لما بعد الطرد أو بعد الموت ..
والكيّس هو من أعد بعد الموت واستعد للسفر الطويل قبل السفر الصغير .. هذا سفر قليل في الدنيا ولكن السفر الكبير الموت ...
لذلك على بن أبي طالب رضي الله عنه عرّف التقوى .. ماذا قال عندما سألوه عن التقوى ؟
قال التقوى هي الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والاستعداد ليوم الرحيل ..
يجب أن نكون كلنا مثل هذا الإنسان الذكي ... الشاب الذي غرس وزرع وشق الترع والماء .. استعداداً ليوم رحيله ...
وللحديث بقية ...
اخوكم : الاثرم
|
|
|