02-14-2020, 10:42 PM
|
#5
|
Senior Member
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 376
|
بسم الله الرحمن الرحيم
نظرة في أسفار العهد الجديد ..
١- مشكلة الاختلاف الكثير :
يوجد اختلاف كثير بين الأناجيل : الواحد عن الآخر .. واختلاف داخل الإنجيل نفسه .. ومن الطبيعي أنه في أي دراسة سواء كانت دراسة دينية أو أي دراسة وخاصة ما يتعلق بالوحي والتنزيل والكتب المقدسة فإنه تحكمنا القاعدة الأساسية التي لا بد أن يقبلها الكل .. وهي أنه :
" ولَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82) " سورة النساء " ..
(1) - اختلاف متى ولوقا في نسب المسيح :
لقد جرت التقاليد المسيحية في نسبة المسيح ليوسف النجار خطيب مريم" .. *** اتهام مخزي ، نسبوه إلى هذا النبي الكريم وهو بريء منه أشد البراءة واتهام لأمه مريم البتول العفة الحصان .. وقد قص الله تعالى علينا أمرها وابنها في سورة مريم .. قالت تعالى :
" وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا (16) فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (17) قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا (18) قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا (19) قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (20) قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آَيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا (21) "
وقال تعالى في سورة التحريم :
" وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ (12) "
فها هو لوقا يقول : « ولما ابتدأ يسوع كان له نحو ثلاثين سنة .. وهو على ما كان يظن أنه ابن يوسف ( النجار) بن هالي بن ......) (3 : 23) ..
ولقد اختلف متى مع لوقا في نسب المسيح هذا .. إذ جعله "متى" يأتي من نسل سليمان بن داود .. بينما جعله لوقا يأتي من نسل ابن آخر لداود هو ناثان ..
ويتضح الموقف بعمل جدول يبين الأنساب التي ذكرها كل من متى ولوقا مقارنة بأنساب الآباء التي وردت في أسفار العهد القديم وخاصة سفر أخبار الأيام وذلك كالأتي :
يلاحظ في هذا الجدول - أنه تبسيطاً للدراسة - فقد اكتفينا بتتبع نسب سليمان بن داود كما جاء في سفر أخبار الأيام حتى المسلسل رقم (23) فقط ..وصرفنا النظر عن تتبع نسب ناثان بن داود . كما أن الأنساب التي وضع مكانها (-) تحت إنجيل متى إنما تعني أسماء آباء سقطت خطأ من القائمة التي كتبها متى ..
إن الجدول السابق يكشف عن عدد من الملاحظات التي لا تخفى على أحد .. ولقد تحدث مفسرو الأناجيل في هذه الملاحظات فكان مما قالوه الآتي :
يقول جون فنتون : « من المحتمل أن يكون متى قد استمر في الاعتماد على سفر أخبار الأيام الأول (3 : 5 ، 10-16 ) إلا أنه حذف ثلاثة أجيال بين يورام ويوثام .. كما حذف يوهاقيم بعد يوشيا .. أما تسلسل النسب في لوقا فإنه يسير خلال ابن آخر لداود وهو ناثان ..
ولقد استطاع متي أن يأخذ الأسماء الثلاثة : يكنيا .. وشالتيئيل .. وزربابا من ( أخبار الأيام الأول 3: 16) وما يليها .. أما بالنسبة لبقية الأسماء المذكورة في قائمته فلم يكن لديه أي مصدر مكتوب حسبما نعلم .
كذلك فإن لوقا أورد في قائمته : شألتيئيل وزربابل .. لكنه لم يذكر أحداً من الأخرين ( المذكورين في متي ) ..
ويشير متى إلى أنه في كل من العصور الثلاثة يوجد أربعة عشر جيلاً .. رغم أنه في الحقيقة لم يذكر سوى ثلاثة عشر اسماً في الجيل الأخير ابتداء من الاصحاح ( 1 : 12-16) ( تفسير انجيل متى ص 39-40)
ويقول جورج كيرد :
"في منتصف قائمة لوقا نجد هذه الأسماء : يوحنا بن ريسا بن زربابل .. لكن يوحنا هي صيغة أخرى لاسم حننيا الذي كان ابناً لزربابل .. إن هذا الشخص ريسا لم يذكر البتة في ( سفر أخبار الأيام الأول (13 : 19) .. لكن ريسا هي كلمة آرامية تعني أمير ..
إن الخطأ الذي لحق بقائمة لوقا يمكن إرجاعه إلى أن القائمة الأصلية ( التي نقل عنها ) كانت مصنفة بترتيب عكس هذا : زربابل الأمير ولد يوحنا " ( تفسير انجيل لوقا ص 19 ) ..
وخلاصة القول في نسب المسيح أننا إذا اعتبرنا سفر أخبار الأيام الاول المرجع الرئيسي لأنساب الآباء نجد الأتي :
1 - أخطا مني في سلسة نسب المسيح حين اسقط منها في الواقع خمسة أسماء ( المسلسلات 9، 10, 11. 18, 21 ) ..
2- أخطأ لوقا حين أضاف ريسا ( المسلسل رقم 24 ) بين زربابل ويوحنا ..
3- اختلف لوقا مع متى اختلافاً جوهرياً حين جعل يوسف خطيب مريم ينحدر من نسل ناثان بن داود .. بينما جعله متى ينحدر من نسل سليمان بن داود ..
** طبعا لما كان كل واحد ينقل ويكتب من قوائم مختلفة قديمة متناثرة تراكمت الأخطاء فوجدنا أن عدد الأجيال من داود إلى يوسف حسب لوقا 42 جيلا .. وحسب متى 23 جيلا ..
ومنذ قرون مضت بذل نفر من المدافعين عن الأناجيل - باعتبراها وحياً من الله - محاولات مضنية للتوفيق بين ( لوقا ومتى ) .. اعتماداً على التقاليد الإسرائيلية .. لكن محاولاتهم باءت جميعها بالفشل
..
اختلاف الأناجيل في أسماء التلاميذ :
يقول متى في إنجيله :
" أما أسماء الاثنى عشر رسولاً فهي هذه . الأول سمعان الذي يقال له بطرس ، وأندراوس أخوه. يعقوب بن زبدي. ويوحنا أخوه. فيلبس ، وبرثولماوس . توما ومتى العشار. يعقوب بن حلفي ن ولباوس الملقب تداوس . سمعان القانوني ، ويهوذا الأسخريوطي . ( 10 : 2 – 4 ).
لكن لوقا يقول :
" لما كان النهار دعا تلاميذه واختار منهم اثني عشر الذين سماهم أيضاً رسلاً . سمعان الذي سماه أيضاً بطرس ، وأندراوس أخاه . يعقوب ، يوحنا . فيلبس وبرثولماوس . متى وتوما. يعقوب بن حلفي، وسمعان الذي يدعى الغيور . يهوذا أخا يعقوب ويهوذا الأسخريوطي . ( 6 : 13 – 16 ).
ويذكر يوحنا أسماء بعض التلاميذ من بينهم يهوذا آخر غير الخائن وهو الذي يقول عنه : " يهوذا الأسخريوطي " ( 14 : 22 ) .
من الواضح أن هناك اختلافاً بين ما ذكره متى ومرقس ( 3: 16 – 19 ) من جانب وبين لوقا ويوحنا من جانب آخر .. ولهذا يقول جورج كيرد:
" عندما كتبت الأناجيل لم يكن هناك مجرد التحقق من شخصية التلاميذ .. أن يهوذا بن يعقوب لا يظهر في القائمة المذكورة في كل من متى ومرقس .. بينما شغل مكانه لباوس الملقب تداوس ".
*** وهنا لابد أن نلفت النظر إلى أن محمداً ظهر تحت شمس التاريخ وقد بلغ صحابته مائة ألف أو يزيدون .. وقد عرفت أسماوهم وأخبارهم .. فكيف بكتبة الأناجيل يعجزون عن التحقق من الأثني عشر تلميذاً ... ؟
ج ـ اختلاف متى ومرقس في قصة تطهير الهيكل وشجرة التين :
لنقرأ النص الانجيلي لنعرف الاسلوب الممكن يكلم فيه " إله " مع شجرة .. هو الانجيل يقول ان المسيح خاطب شجرة ..
يقول إنجيل متى :
" دخل يسوع إلى هيكل الله وأخرج جميع الذين كانوا يبيعون ويشترون في الهيكل .. وقال لهم مكتوب بيتي بيت الصلاة يدعى وأنتم جعلتموه مغارة لصوص ... ثم تركهم وخرج خارج المدينة إلى بيت عنيا وبات هناك (( وفي الصباح )) إذ كان راجعاً إلى المدينة جاع . فنظر إلى شجرة تين على الطريق وجاء إليها فلم يجد فيها شيئاً إلا ورقا فقط فقال لها لا يكن منك ثمر بعد إلى الأبد .. فيبست التينة في الحال ... " (21: 12-21 ) ..
*** نأخذ الخلاصة من هنا .. ان حادثة لعن شجرة التين حدثت بعد عودته من تطيهر الهيكل .. اذن وقت الحادثة بعد تطهير الهيكل
لكن إنجيل مرقس يقول في هذا الحادث :
" وفي الغد لما خرجوا من بيت عنيا جاع . فنظر شجرة تين من بعيد عليها ورق وجاء لعله يجد فيها شيئاً فلما جاء إليها لم يجد شيئاً إلا ورقاً. لأنه لم يكن وقت التين . فأجاب يسوع وقال لها لا يأكل أحد منك ثمراً بعد إلى الأبد. وكان تلاميذه يسمعون . وجاءوا إلى أورشليم . ولما دخل يسوع الهيكل ابتدأ يخرج الذين كانوا يبيعون ويشترون في الهيكل وقلب موائد الصيارفة وكراسي باعة الحمام .. وكان يعلم قائلاً لهم أليس مكتوباً بيتي بيت صلاة يدعى .. وأنتم جعلتموه مغارة لصوص .. ولما صار المساء خرج إلى خارج المدينة .... " (مرقس 11: 12-24 ) ..
واضح .. في انجيل متى انه لعن شجرة التين بعد ما خلص على تطيهر الهيكل .. لكن هنا في مرقس الحادثة تمت الأول وهو ذاهب .. فطبعا ان المفروض حسب متى ان جميع أحداثها تقع في نفس اليوم .. لكن في مرقس لفت نظره لها في اليوم التالي في روايتين مختلفتين ..
إن إحدى الروايات تقول إن الوقت لم يكن وقت تين .. وهذا يعني أن معلومات المسيح الذي قيل إنه الله أو إنه ابن الله لم تصل إلى مستوى معلومات الفلاح العادي الذي يعلم إن كان الوقت وقت تين أم لا .. ولم يعلم إن كانت الشجرة التي يراها على مد البصر بها تين أم لا .. وتقول الروايتان إن هذا الإله الجائع ذهب إلى الشجرة ولما لم يجد بها تيناً فإنه لعنها ..
*** الم يكن من منطق الشجرة انت تقول له ربي انت خلقتني بدون تين .. لماذا تلعني ..
2- مشكلة التنبؤات التي استحال تحقيقها ..
بعد ذلك نأتي لموضوع خطير هو مشكلة التنبؤات التي استحال تحقيقها .. إن المتفق عليه بين علماء الديانات وخاصة ديانات الكتب المقدسة.. هو أن أحد تعاريف النبي بأنه الشخص المرسل من عند الله سبحانه وتعالى أو الذي يتكلم بوحي من خالقه ولا يدخل الخلف في أخباره ..
فمن المؤكد أن النبي الذي يصدقك فيما حدث في الدنيا .. لابد ان يصدقك ما وعد به في الآخرة .. لكن عندما تنسب نبوءة لنبي ما .. بل وأكثر من نبوءة تثبت أن الحياة الدنيا التي نعيشها قد انتهت .. فماذا يكون المصير بالنسبة لتنبوءات الحياة الأخرى ؟
من المؤكد أن ما وعد به لن يتحقق أيضاً .. أعتقد أن هذه قاعدة متفق عليها ..
وبالنسبة لموضوع التنبؤات في الأناجيل نجد الأتي :
أ- التنبؤ بأن نهاية العالم تحدث في القرن الأول الميلادي :
تقول الأناجيل إن السيد المسيح :
" دعا تلاميذه الاثني عشر وأعطاهم سلطاناً على أرواح نجسة حتى يخرجوها ويشفوا كل مرض .. وأوصاهم قائلاً .. ها أنا أرسلكم كغنم وسط ذئاب فكونوا حكماء كالحيات وبسطاء كالحمام .. ومتى طردوكم في هذه المدينة فاهربوا إلى الأخرى . فإني الحق أقول لكم لا تكملون مدن إسرائيل حتى يأتي ابن الإنسان ( المسيح) " متى 10: 1-23) ..
** أي أن عودة المسيح ثانية إلى الأرض تحدث قبل أن يكمل تلاميذه التبشير في مدن إسرائيل ..
*** وهي كذلك تحدث قبل أن يكون معاصري المسيح الذين عاشوا في النصف الأول من القرن الأول الميلادي ـ قد ماتوا :
" إن ابن الإنسان سوف يأتي في مجد أبيه مع ملائكته وحينئذ يجازي كل واحد حسب عمله . الحق أقول لكم إن من القيام ههنا قوم لا يذوقون الموت حتى يروا ابن الإنسان آتياً في ملكوته " (متى 16: 27-28) ..
وبصورة أخرى تؤكد ما سبق فإن نهاية العالم وعودة المسيح ثانية إلى الأرض لا بد أن تحدث قبل أن يفنى ذلك الجيل الذي عاش في القرن الأول من الميلاد :
" بعد ضيق تلك الأيام تظلم الشمس والقمر لا يعطي ضوءه والنجوم تسقط من السماء وقوات السماء تتزعزع . وحينئذ تظهر علامة ابن الإنسان في السماء .. ويبصرون ابن الانسان على سحاب السماء بقوة ومجد كثير ..الحق أقول لكم لا يمضي هذا الجيل حتى يكون هذا كله " ( متى 24: 29-34) ..
ويتفق كل من إنجيلي (مرقس 13: 24-30 ) و (لوقا 21: 25-32 ) .. مع ذلك التقرير الخطير الذي قرره متى ..
هذا ومن الواضح - كما يقول جون فنتون - :
" إن شيئاً من هذا لم يحدث كما توقعه متى .. " ( تفسير انجيل متى ص 21)
وعلى ذلك تكون التنبؤات التي نسبتها الأناجيل للمسيح عن حدوث نهاية العالم في القرن الأول الميلادي استحال تحقيقها ولا يمكن لأحد الدفاع عنها ..
(ب) التنبؤ باصطحاب يهوذا الخائن للمسيح في العالم الآخر :
في حوار جرى بين المسيح وتلاميذه عمن تكون له النجاة في العالم الآخر .. سأل بطرس معلمه عن أجر المؤمنين به فقال :
" هانحن قد تركنا كل شيء وتبعناك فماذا يكون لنا ؟، فأجابه المسيح متى جلس ابن الإنسان على كرسي مجده تجلسون أنتم أيضاً على اثني عشر كرسياً تدينون أسباط إسرائيل الاثني عشر ، ( متى 19: 27-29 ) ..
** لقد كان يهوذا الاسخريوطي أحد التلاميذ الاثني عشر الذين قيلت لهم هذه النبوءة وبعد خيانته أصبح يعرف ( بابن الهلاك ) لأنه طرد من صحبة المسيح في الدينا والآخرة . وبهذا استحال تحقيق هذه النبوءة ..
وإذا رجعنا إلى نظير هذه الفقرة في إنجيل لوقا لوجدنا - كما يقول جون فنتون ** أنه حذف العدد الاثنى عشر ولعل ذلك يرجع إلى أنه كان يفكر في يهوذا الاسخريوطي .. ( تفسير انجيل متى ص 317 ) ...
ج- التنبؤ بدفن المسيح في الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال :
حاول قوم من اليهود تعجيز المسيح فقالوا له :
" يا معلم نريد أن نرى منك آية . فأجاب وقال لهم جيل شرير وفاسق يطلب آية ولا تعطى له آية إلا آية يونان النبي لأنه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال يكون هكذا ابن الإنسان في قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال " ( متى 12: 38-40 ) ..
إن هذا القول شائع في الأناجيل وتكرر ذكره في أغلبها وفي أكثر من موضع . وقد ذكر في إنجيل مرقس في ( 8: 31 , 9: 31 , 10: 34 ) ..
وذكر في إنجيل لوقا مع اختلاف هام يلحظه القارئ ، وذلك في قوله :
"هذا الجيل شرير يطلب آية ولا تعطى له إلا آية يونان النبي .. لأنه كما كان يونان آية لأهل نينوى كذلك يكون ابن الإنسان أيضاً لهذا الجيل ( 11: 29-30 ) ..
*** لوقا هنا تخصل من حكاية ثلاث أيام وثلاث ليال ..
وذكرت الأيام الثلاثة في إنجيل يوحنا ( 2: 19 ) .. ونقرأ في سفر يونان ( يونس عليه الصلاة والسلام ) ما حدث له:
" فقد " أعد ( الرب ) حوتاً عظيماً ليبتلع يونان فكان يونان في جوف الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال .. فصلي يونان إلى الرب إلهه من جوف الحوت .. وأمر الرب الحوت فقذف يونان إلى البر " (1: 17 , 2: 1-10 ) ..
ومن الواضح إذن أنه لكي تتحقق هذه النبوءة فيجب أن يبقى المصلوب في بطن الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال ..
ولكن إذا رجعنا إلى ما تذكره الأناجيل عن أحداث الصلب والقيامة لوجدنا أن المصلوب أنزل من على الصليب مساء الجمعة (يوم الصلب) :
" ولما كان المساء إذ كان الاستعداد أي ما قبل السبت جاء يوسف الذي من الرامة .. ودخل إلى بيلاطس ( الحاكم ) وطلب جسد يسوع .. فدعا قائد المئة وسأله هل له زمان قد مات . ولما عرف من قائد المئة وهب الجسد ليوسف . فاشترى كتاناً فأنزله وكفنه بالكتان ووضعه في قبر كان منحوتاً في صخرة ودحرج حجراً على باب القبر (مرقس 15: 42-46 ) ..
ولقد اكتشف تلاميذ المسيح وتابعيه أن ذلك القبر كان خالياً من الميت في الساعات الأولى من فجر يوم الأحد .. وفي هذا يقول إنجيل متى :
" وبعد السبت عند فجر أول الأسبوع جاءت مريم المجدلية ومريم الأخرى لتنظرا القبر .. فأجاب الملاك وقال للمرأتين .. ليس هو ههنا لأنه قام كما قال " ( 28: 1-6 ) ..
كذلك يقول إنجيل يوحنا :
" في أول الأسبوع جاءت مريم المجدلية إلى القبر باكراً والظلام باق فنظرت الحجر مرفوعاً عن القبر ( 20: 1 )
وبعملية حسابية بسيطة نجد أن :
عدد الأيام التي قضاها الميت في بطن الأرض ( في القبر ) = 1 يوماً (يوم السبت).
عدد الليالي التي قضاها الميت في بطن الأرض ( في القبر ) = 2 ليلة .. ( ليلة السبت وجزء من ليلة الأحد على أحسن الفروض ) ..
*** وبذلك استحال تحقيق هذه النبوءة التي قالت ببقاء الميت في بطن الأرض ثلاث أيام وثلاث ليال ..
وللحديث بقية ..
اخوكم / الاثرم
التعديل الأخير تم بواسطة AL-ATHRAM ; 02-14-2020 الساعة 10:44 PM
|
|
|