عرض مشاركة واحدة
قديم 08-14-2015, 07:59 PM   #3
AL-ATHRAM
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 376
افتراضي

نحن والأساطير اليونانية


قال الإمام علي عليه السلام :

" إنَِّهُ يَْهلِكُ فَِّي مُِحبٌّ مفرط يٌُقَرُِّظنِي بِمَا لَيْسَ فَِّي ، وُمبْغِضٌ حَمَلَه شَنآَنِي عَلَى أَنْ يَبْهَتَنيِ" ( كتاب الغارات لإبراهيم الثقفي 2\590 ).

ونقل الشريف الرضي في نهج البلاغة نحو ذلك عن الإمام علي عليه السلام :

" يَْهلكُِ فَِّي رجُلانِ مُِحبٌّ مُْفرٌِط وبَاهِتٌ مُفْتَرٍ " (نهج البلاغة 4\108 ).

وهذا مثل قوله عليه السلام . فقال :

" هلك فَِّي رجُلانِ مُِحبٌّ غَالٍ ومُبْغِضٌ قَالٍ " (نهج البلاغة 4\28 ).


كنت مع أحد الأصدقاء أيام عاشوراء نتحدث عن العزاء والأئمة ففاجئني بقوله:

إنما يقال عن الأئمة قد أخرجهم من الحدود البشرية وجعلهم أشبه بآلهة. فوجئت بقوله ! وفرحت أن يكون هناك شباب واعٍ لا يتبع ما ورثه عن آبائه بدون تفكير.


من الكتب التي بها ما يضحك الثكلى كتاب " التحفة الرضوية في مجربات الإمامية " لمحمد الرضوي ، الذي يكاد يكون كتاب شعوذة ، ففيه كيف تطرد الفئران من البيت بواسطة طلاسم معينة، وكيف تعرف عفة امرأة بواسطة اسمها واسم أمها.

(أيضاً من الكتب التي على غرار كتاب التحفة الرضوية ، كتاب ضياء الصالحين للجواهرجي ، وقد كتب الأستاذ حسين بزبوز مقالاً مهمًا عن هذا الكتاب بعنوان ( وققات مع كتاب ضياء الصالحين ). بيَّن فيه جوانب الخرافة والشعوذة، تجد مقاله على هذا الرابط:

http://www.altwafoq.net/v2/art6348.html ).


إن المتأمل في كتب المعاجز وغيرها يجد صورة مشوهة للأئمة عليهم السلام ، والبعض يظنها تدل على فضل الأئمة عليهم السلام وعلو مكانتهم.

ورد في كتاب مدينة المعاجز للسيد هاشم البحراني ، وكذلك في بحار الأنوار للمجلسي :

" عن سلمان الفارسي قال: قلت لعلي عليه السلام :أحب أن تريني ناقة ثمود فدخل بيته فخرج ومعه فرس أدهم، فنادى فخرج فرس آخر ، فقال لي: اركب يا سلمان ، فركبت فإذا له جناحان ملتصقان بظهره فطار في الهواء ، ثم قال: فوصلنا إلى شجرة عظيمة فشقها بقضيب في يده فخرجت ناقة طولها ستون ذراعاً وعرضها أربعون ، فنادى فخرجت ناقة أعظم منها طولها مائة وعشرون ذراعاً وعرضها ستون ذراعاً ورأسها من الياقوت الأحمر وقوائمها من الزبرجد الأخضر وضرعها من اللؤلؤ وشقها الأيمن من الذهب والأيسر من الفضة فشربت من ضرعها عسلاً مصفى .. وفي نهاية القصة قال: فإذا بكل ركن سبعون صفا من الملائكة فجلس عليه السلام في ركن والملائكة تأتي لتسلم عليه حتى أذن لهم فانصرفوا.. (مدينة المعاجز للسيد هاشم البحراني 1\535 ). ، بحار الأنوار للمجلسي 54\339 ).

والأدهى من ذلك الرواية التي وردت في عدة كتب منها روضة الواعظين والتي نسبَ فيها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله :

( ولقد هبط حبيبي جبرائيل في وقت ولادة علي فقال لي : يا حبيبَ الله !ِ الله يقرأ عليك السلامَ ويهنئِّك بولادة أخيك علي -إلى قوله - فمددت يدي نحو أمه فإذا بعلي مائلا على يدي واضعا يده اليمنى في أذنه اليمنى وهو يؤذنِّ ويقيم بالحنيفية ويشهد بوحدانية الله عز وجل وبرسالتي !


مع أن الأذان إنما شرع بعد الهجرة إلى المدينة ! بل إن النبي لم يبعث وقتها بعد ولم يعلم أنه نبي !


إلى أن قال :

ثم قال لي -عليٌّ المولود حديثاً -: يا رسول الله ! أأقرأ ُ؟ قلتُ: اقرأْ ! فوالذي نفسُ محمَّد بيده لقد ابتدأ بالصُّحف التي أنزلها الله عز وأجل على آدم فقام بها شيثٌ فتلاها من أول حرف فيها إلى آخر حرف فيها حتى لو حضر بها شيث لأقرَّ له أنه أحفظ لها منه! ثم قرأ توراة موسى حتى لو حضره موسى لأقرَّ بأنه أحفظ لها منه! ثم قرأ زبور داود ! ثم قرأ إنجيل عيسى! ثم قرأ القرآن الذي أنزله الله عليَّ من أوله إلى آخره فوجدته يحفظ كحفظي له الساعة. (روضة الواعظين ص 83 ) , (حلية الأبرار للسيد هاشم البحراني 2\57-59 ).

علي المولود لتوه يقول للنبي صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله ! ويتلو القرآن الذي لم ينزل بعد من أوله إلى آخرة! والنبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم بعد أنه نبي ولم تنزل عليه آية واحدة !

النبي صلى الله عليه وسلم عندما نزل عليه جبريل بالوحي فزع من الموقف وذهب إلى السيدة
خديجة عليها السلام يرجف ويقول لها: دثروني دثروني، ثم ذهب إلى ورقة بن نوفل فأخبره أنه الناموس الذي أنزل على موسى.

رواية مشهورة وردت في كتاب بحار الأنوار وهي :

أن الإمام عليًا عليه السلام ولد في جوف الكعبة وأن جدار الكعبة انفتح لفاطمة بنت أسد أم الإمام علي عليه السلام كي تدخل ، ثم بعد ولادته رأى أباه أبا طالب فسلم عليه ، ثم لما رأى النبي صلى الله عليه وسلم سلَّم عليه قائلاً : السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته ، ثم تلا بعد مولده سورة المؤمنون . (بحار الأنوار 35\17-18 ).


هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يمثل على من حوله ويدعي أنه لا يعلم عن كونه نبياً ؟


قال الله في سورة هود :

" تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ – مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ 49 "

وقال :

" وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم ( 52 ). "

الله عز وجل يخبر أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يعلم شيئاً عن الرسالة قبل نزول الوحي ، بينما نحن نختلق الروايات للادعاء أن الإمام علياً عليه السلام يعلم بل ويتلو القرآن كاملاً أول ما يخرج من بطن أمه إلى الحياة الدنيا.

والروايات في مولد بقية الأئمة عليهم السلام كلها على نفس هذه الشاكلة والغريب أن نتعصب لهذه الروايات ونكذب القرآن والعقل لمجرد أننا ألفنا سماع هذه الروايات منذ أن خلقنا.

ورد في كتاب مكانة المرأة في فكر الإمام الخميني ( ص 23-24 ) : لم تكن الزهراء امرأة عادية ؛ كانت امرأة روحانية ملكوتية.. بل هي كائن ملكوتي تجلى في الوجود بصورة إنسان.. بل كائن إلهي جبروتي ظهر على هيئة امرأة ، إذاً النتيجة لهذا الغلو أن الزهراء، لم تكن بشراً!

قال الله تعالى عن النبي صلى الله عليه وسلم " قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ " ( الكهف 110 ).


قال السيد هاشم البحراني في كتابه مدينة المعاجز: (حدثنا شاذان بن عمر قال: حدثنا مرة بن قبيصة بن عبد الحميد قال: قال لي جابر بن يزيد الجعفي: رأيت مولاي الباقر عليه السلام وقد صنع فيلاً من طين فركبه وطار في الهواء حتى ذهب إلى مكة ورجع عليه، فلم أصدق ذلك منه حتى رأيت الباقر عليه السلام فقلت له: أخبرني جابر عنك بكذا وكذا؟ فصنع فركب وحملني معه إلى مكة وردّني. (مدينة المعاجز 5\10 ).

فيل يطير!! وحصان ذو جناحين!!

نحن لا ننكر كرامات الأولياء والصالحين ؛ لكن هذه ليست كرامات.. هذه أساطير لا يقبلها عقل !

الأئمة يكفيهم ما فعلوه حقيقة ليكونوا شعلة تنير الكون ، فليسوا بحاجة لأي أحد لينسج حولهم مثل هذه الترهات ! الأئمة عظماء بذواتهم وبشخصياتهم وليسوا بحاجة لنا كي نختلق لهم الأكاذيب !

والغريب أن تختلق كل هذه الخوارق للأئمة لإثبات أن قدراتهم تفوق القدرات البشرية ، ومع امتلاكهم لهذه الخوارق ينسب إليهم الجبن والسكوت على الظلم، بل ويهجم على بيت الإمام علي عليه السلام ويكسر ضلع زوجته البتول ويسقط جنينها وهو يتفرج وكأن الأمر لا يعنيه !

هل يفعل الأنبياء المعجزات كما يشاءون ويختارون ما يفعلون ، أم أن حدوثها باختيار الله ، وقد لا يعلمها النبي صلى الله عليه وسلم إلا بعد حدوثها؟!


أصحاب الكهف قالوا: لبثنا يوماً أو بعض يوم ، فهم لا يعلمون أنهم ناموا أكثر من ثلاثمائة سنة.

ونبي الله موسى ألقى العصا وعندما شاهدها تهتز كأنها جان ولى مدبراً خائفاً من المشهد.

فهل يصنع الإمام ما يشاء من كرامات وكأن الأمر بيده ؛ فتارة يحيي الموتى ، وتارة يتحكم في الشمس ، وتارة يعلم الغيب ويقضي الحوائج ويرسل للناس أرزاقهم ؟!

لقد نسب للأئمة أشياء خارقة أخرجتهم من نطاق البشر وجعلتهم شيئاً آخر لا نعلم ما هو ، فكيف نستطيع الاقتداء بهم إذا كانوا بهذه الصفات الخارقة ونحن مجرد بشر؟!


إذا كان الإمام مجبولا على الطاعة مثل الملائكة مثلاً فكيف نقتدي به ؟!

" لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ " ( الأحزاب 21 ).

نقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم لأنه بشر مثلنا تماماً.


فلم يقل: اقتدوا بجبريل أو ميكائيل ، إذ كيف يجعلنا نقتدي بمخلوقات تختلف عنا في الأحاسيس والمشاعر والتركيب الجسماني ؟!

ثم من هو الأفضل ، من خلق بشراً عادياً له شهواته ونزواته واستطاع بعظمته وسمو روحه أن يتغلب عليها أم من خلق مفطوراً على الطاعة لا يملك عنها محيصًا ؟!

وقد أمر الله نبيه أن يؤكد على بشريته تلك للذين طلبوا منه معجزة :

" وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا ( 90 ) أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الأنهار خلالها تفجيرا ( 91 ) أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا أو تأتي بالله والملائكة قبيلا ( 92 ) أو يكون لك بيت من زخرف أو ترقى في السماء ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه قل سبحان ربي هل كنت إلا بشرا رسولا ( 93 ). ( الإسراء )


وقال الإمام الصادق عليه السلام حين سمع أن هناك من غلا فيهم :

( فوالله ما نحن إلا عبيد الذي خلقنا ، ما نقدر على ضر ولا نفع ، إن رحمنا فبرحمته ، وإن عذبنا فبذنوبنا ، والله ما لنا على الله من حجة ، ولا معنا من الله براءة ، وإنا لميتون ، ومقبورون، ومنشورون ، ومبعوثون ، وموقوفون ، ومسئولون ، ويلهم ! ما لهم لعنهم الله ؟! فلقد آذوا الله وآذوا رسوله في قبره وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي . (رجال الكشي 2\491 ) ، بحار الأنوار ( 25\289 ).




التعديل الأخير تم بواسطة AL-ATHRAM ; 08-14-2015 الساعة 08:04 PM
AL-ATHRAM غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس